أكد، السكرتير الأول السابق ل ‘الأفافاس" كريم طابو، أن تشكيلة أحمد بطاطاش صارت "بدون توجه ودون رؤية وهذا يدل على انعدام تواجد"، مشيرا إلى أن انسحاب نائب الأفافاس مصطفى بوشاشي من البرلمان يمثل "مأزق المشاركة التكتيكية ويطرح مشكلة التوجه السياسي للحزب". وقال كريم طابو في حوار ل«الجزائر نيوز"، إن رسالة مولود حمروش "تفهم بعد الانتخابات الرئاسية"، في حين اعتبر أنه "لابد من الفصل ما بين زروال كشخص وكرئيس عسكري سابق" بخصوص تحليل ما جاء في بيان الرئيس السابق. من جهة أخرى، اعتبر المتحدث أنه من مزايا العهدة الرابعة "إبقاء باب النقاش السياسي مفتوحا إلى ما بعد الانتخابات". وفي نفس السياق، أفاد طابو بأن المترشح علي بن فليس "يعلم بأنه لن يكون الرئيس بعد 17 أفريل". كيف تقيّمون موقف الأفافاس من الرئاسيات المقبلة؟ في هذا الجو السياسي المعقد والمملوء بالمتناقضات، لم تعط لنا فرصة مناسبة للفرز السياسي، ولكن نعلم بأن الأحزاب السياسية تتخذ مواقف من أجل تسهيل الفهم للمواطنين، ولكن اتخاذ "اللاموقف" هو لتعقيد الفهم بالنسبة للمواطن، الأفافاس صار بدون توجه ودون رؤية وهذا يدل على انعدام تواجد، ويمكنكم تبيان الفرق بين الأفافاس الذي كان على أمانته كريم طابو، والأفافاس الذي ليس على رأس أمانته طابو. النائب مصطفى بوشاشي أعلن عن استقالته من البرلمان من دون أن يستقيل من الحزب، كيف تفسّرون خطوة في هذا الجانب؟ السؤال الذي وجب طرحه، هل الحزب قبل بقرار مصطفى بوشاشي؟!، أنا شخصيا برغم احترامي لبوشاشي إلا أنني لم أفهم استقالته من المجلس الشعبي الوطني ، وقراءتي تنصب في أن انسحابه إشارة واضحة لمأزق المشاركة التكتيكية ويطرح مشكلة التوجه السياسي للحزب، لأن المشاركة في الإنتخابات قرار سياسي والإنسحاب لابد أن يكون قرارا سياديا للحزب، ولكن إذا عدنا إلى موقف الأفافاس عند المشاركة في التشريعيات السابقة وجدناه يتحدث عن "المشاركة التكتيكية"، وبالتالي كنا ننتظر انسحاب "الأفافاس" مع كل توقيت مناسب. هل تعتقدون بأن قرار مصطفى بوشاشي سيعرّضه إلى إجراءات من طرف القيادة للأفافاس؟ لا أظن أن تكون إجراءات ضد مصطفى بوشاشي، لكن من المفروض أن تتخذ إجراءات على هكذا موقف في أي حزب ديمقراطي. كيف استقبلتم ما عبّر عنه رئيس الحكومة السابق مولود حمروش في رسالة 17 فيفري الماضي؟ لمولود حمروش وآخرين دور مهم ومعين في التغيير، ولأن هذا المطلب يتجاوز الأشخاص إلى المجتمع، لا بد أن تتوسع دائرة المساهمين مع كل الشخصيات من حمروش وزروال وبن بيتور وبن فليس وسعدي للذهاب إلى مرحلة انتقالية وبالتالي إلى مرحلة جديدة. وبخصوص رسالة حمروش فإنها تُفهم بعد الانتخابات الرئاسية. الرئيس السابق اليامين زروال خرج عن صمته وأصدر بيانا سياسيا، هل تتقاطعون مع ما قدمه من مواقف؟ لقد عبّر عن قلقه ولديه الحق في القلق لما يجري في هذا الوطن، خاصة عندما يرى الذين يريدون فرض إرادتهم على الجميع، لكن لتحليل بيانه لابد من الفصل ما بين اليامين زروال كشخص وكرئيس عسكري سابق، اليامين زروال كان رئيسا في 1999 وبالتالي سبق العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة، وفي عهده اجتمعت كل الرموز والشرعيات بمناسبة رئاسيات 1999 وهذا من أجل الذهاب إلى مسار واحد، وكان شرف للجزائر آنذاك أن تترشح شخصيات من حجم طالب الإبراهيمي وحمروش وآيت أحمد والخطيب ومقداد سيفي وجاب الله، وأتذكر في ذلك الوقت عندما كنت مناضلا في الأفافاس وقبل يوم من استقالة المترشحين الستة رفض الرئيس زروال استقبالهم، إذا اليامين زروال يختلف تماما عن مولود حمروش لأنه تم انتخابه في ظروف حرب، في حين أصنف فترة حمروش ب "السنوات الذهبية" للبلاد. كيف ينظر كريم طابو لخامس انتخابات رئاسية بعد الدخول إلى التعددية السياسية؟ هذه الانتخابات مغلقة، في حين تُبقي باب النقاش مفتوحا، وكل المشاكل التي نتخبط فيها لن نجد لها حلا معها، خاصة أننا نعرف نتائجها مسبقا وتنظم خارج كل المعايير الديمقراطية، إذن لا تمثل حلا، ويمكن القول كذلك إنها تكملة للعهدة الرئاسية نفسها، لأنها بنفس الأمور ونفس الشخصيات حتى أصبحت بدون أية مصداقية بالنسبة للمواطنين. النظام الجزائري فشل حتى في تغيير المترشحين في الانتخابات، وبوتفليقة في ثلاث عهدات لم يجدّد منافسيه. تشهد الساحة الوطنية حراكا سياسيا على مستوى الشارع، هل يعتبر مؤشرا لبداية التغيير؟ نعم، هؤلاء الشباب أصبح لديهم ثقل في المجتمع، وربما سيتركون هذه الأحزاب السياسية بدون وجود ويجسدون التجديد السياسي، ومن هذه الحركة ستنبثق نخبة سياسية جديدة، بما فيها "الإيدياس"، لأن أفكارها مطلوبة من الجميع، وبعد عشر سنوات من انبثاق "حركة العروش" ها نحن نعرف حركة أكثر مصداقية وهي حركة "بركات" التي ستصنع تاريخ الجزائر، بعدما قام النظام منذ 1991 بعملية "رحي" للمجتمع الجزائري وتحويله إلى أرض قاحلة. حقيقة، التغيير صار حتمية تاريخية، ونحن من دعاته بمشاركة كل الفاعلين السياسيين. دعاة العهدة الرابعة يستندون إلى الاستمرارية والاستقرارة، ما قراءتكم لهذا الخطاب؟ من إيجابيات العهدة الرابعة أنها أبقت باب النقاش السياسي مفتوحا رغم علمنا بأن بوتفليقة الرئيس بعد 17 أفريل، وحقيقة عرفوا الآن أنهم ليسوا كما كانوا سابقا، وبالتالي العهدة الرابعة صارت تمثل نهايتهم، أنا أريد أن أعود إلى انتخابات 1999، حيث كانت آنذاك معارضة قوية لكنها اصطدمت برئيس قوي أيضا ومدعوم بالدولة كلها، ولكن اليوم تغير الأمر وهنالك فرق كبير، السلطة هي سبب التمزق السياسي وهذا في كل الدول العربية، وأكبر تهديد لأمن الجزائر هي السلطة نفسها، ثم أن الرسميين يفتخرون بإنجازات مثل الطريق السيار شرق - غرب، مستشفيات مختلفة، في حين أن رئيس الجمهورية لما تصبه وعكة صحية يسافر إلى "فال دوغراس". مازال الوضع الصحي للرئيس المترشح يثير التساؤل حول قدرته على الحكم رغم تطمينات مسانديه.. ما رأيكم؟ الدولة تحتكم إلى ثقافة، إلى مؤسسات، ومجتمع ومعايير وقواعد لعبة، وليست حسابات ضيقة لجهة معينة وأطراف وجماعات ومصالح، ليس للذين يبحثون عن مزاياهم الشخصية. في فرنسا أيام الرئيس "فرونسوا ميتران"، ذهب نواب الغرفة البرلمانية إلى حد معرفة رزنامة مواعيد الرئيس الطبية حتى المتعلقة بأيام ذهابه لموعده الخاص بالحقن، هذه فرنسا، حيث يوجد نظام سياسي يقابله نظام مضاد، لكن مأساتنا في الجزائر تتمثل في انعدام الضمير والأخلاق، ويبقى الحديث عن صحة الرئيس بوتفليقة نقاشا خاطئا، في حين أن النقاش الحقيقي هو الذي يكون من أجل الذهاب إلى دولة تحكمها القيم. هل بالإمكان إعادة سيناريو انتخابات 2004 مع مشاركة علي بن فليس؟ مسرحية انتخابات 2004 نجحت في تغليط العديد من المواطنين، والنظام منذ 1999 طور مراوغة الشعب بقصد أو بدونه، لكن هذه المرة أصبح المسرح بدون متفرجين، وبدون معنى، حتى علي بن فليس يعلم أنه لن يكون الرئيس بعد 17 أفريل. لكن لماذا قبل علي بن فليس المشاركة وأكد بأنه لن ينسحب من الانتخابات؟ لا أدري، ليس لدي جواب على سؤالكم، وبإمكانكم طرح السؤال على بن فليس. ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبوه في صورة معارضة سياسية لمجابهة الوضع القائم؟ الأطراف المساندة لبوتفليقة لأول مرة تتيقن بأنها لم تجند الشعب الجزائري، وبالتالي لن يذهب إلى التصويت، لأنها انتخابات بدون ذوق، وهذه العهدة الرابعة عززت مجتمعا مدنيا وأطرافا سياسيا فرضت نفسها ولا أحد يدعي أنه مزكى، نحن كنخب ومعارضة سياسية لابد أن نطرح أسئلة أولها هل وصلنا إلى قناعة التغيير؟!. كيف تنظرون لاجتماع أحزاب وشخصيات في تنسيقية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية؟ كان "الأفافاس" الوحيد الذي نادى بالمقاطعة من أجل التغيير بمناسبة الانتخابات في 2009، ولكن هذه المرة فإن معسكر المقاطعة كسر حاجزا بسيكولوجيا وردم "الانشقاق" السياسي، وبالتالي حطّم الحدود وهذا أمر مهم، في حين أن النظام هو الذي دفع إلى اجتماع المعارضة السياسية، وأثبت اجتماع "حمس" و"الأرسيدي" أن التغيير من داخل النظام مستحيل. شهدت الساحة الوطنية مؤخرا نقاشا حول دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، ما هو موقفكم من هذه القضية؟ الجيش هو الفاعل الأساسي في الساحة السياسية، وخالد نزار وزير الدفاع السابق قالها في 1991 "أوقفنا المسار الانتخابي لنستعيد الحكم"، لكن هنالك أشخاص ورطوا هذه المؤسسة باسم حماية الجمهورية وإعادة الأمن حتى صارت رهينة لأصحاب السلطة، لا بد أن تكون المؤسسة العسكرية خادمة للشعب والجمهورية والضامنة للتحول السياسي وتحمي الوطن. وبخصوص تصريحات سعيداني فهي تحوله إلى التلميذ الذي أحرق المدرسة، وأكبر إخفاق للدولة الجزائرية هو في وصوله إلى أعلى هرم السلطة. لكن هنالك من يقول إن الجيش يتدخل عندما يفشل السياسيون، ما ردّكم على هذا الموقف؟ السياسيون لم يفشلوا ولكنهم أعيقوا في ممارسة مهامهم، وكيف نقوم بمهامنا تحت حالة الطوارئ؟!، لا يوجد أي شيء في إطار عادي، هم يختارون الأحزاب السياسية ثم يقولون للشعب بأنها فشلت، الجيش مهمته محددة في حماية الوطن والمواطنين. كيف تفسرون التغييرات الأخيرة التي حدثت داخل النواة الأمنية في المؤسسة العسكرية؟ هيكلة النظام في الجزائر معقدة، فيها مؤسسات ودوائر صنّاع القرار، بوتفليقة يمثل طرفا أو سلطة ولكن ليس لدينا آلية كيف يُصنع القرار في الجزائر؟!، في حين أن في الجزائر آلية اتخاذ القرار السياسي هي خارج الأطر الديمقراطية، وآلية المخابرات وترسانتها لا تستبدل آلية الديمقراطية، وتبقى ترتيبات داخل السلطة ولصالحها وليس لصالح الشعب، وإذا لم نذهب للاختيار الحقيقي في اختيار كل الممثلين على كل مستويات الدولة سيبقى البريكولاج السياسي. ما هو تعليقكم حول نقاش الدولة المدنية؟ الدولة المدنية يمثلها المدنيون وهم الشعب، وهي تحويل القرار السياسي من الدائرة المغلقة في أجهزة السلطة إلى أجهزة الشعب، وهي قواعد لتمكين الدولة على قيم وأسس قواعد لعبة سياسية. كيف تقرؤون عودة بلخادم وأويحيى من بوابة رئاسة الجمهورية؟ تعيين بلخادم وأويحيى هو ضد التاريخ، وفعل ضد الشعب الجزائري، حقيقة نحن ذاهبون بسرعة للجاهلية السياسية. أحمد أويحيى صرح بأن بوتفليقة هو من دستر الأمازيغية، ما هو موقفكم من هذا التصريح؟ أحمد أويحيى يمثل الاحتقار والكذب بالنسبة للجزائريين، ويجسد أكبر خيانة في التاريخ البربري، بالإضافة إلى أن هنالك من يتكلم الأمازيغية ويحمل قيمها تماما مثل العربية ومن يتكلم بالأمازيغية، وأويحيى من الذين يتحدثون بالأمازيغية. ما جديد حزبكم "الإتحاد الديمقراطي الاجتماعي" خصوصا مع ما تشهده الساحة الوطنية من حراك سياسي؟ الحزب يتكون من مجموعة من إطارات جبهة القوى الإشتراكية، حيث قمنا في 10 مارس من السنة الماضية بإيداع ملف التأسيس، وانتظرنا حتى 16 جويلية أين استلمنا رخصة الترخيص وسيكون المؤتمر التأسيسي ما بين شهري ماي وجوان، بمجموع 1200 مؤتمر يمثلون 25 ولاية. ما هي رؤيتكم لمختلف القنوات الفضائية التي دعمت الساحة الإعلامية؟ الإنفتاح الإعلامي شيء جديد مقارنة بالتلفزيون العمومي، خاصة مع هذا الكم من الصحفيين الشباب الذين أثبتوا أنفسهم في الميدان، في حين مازال التلفزيون الجزائري يوحي بأننا في جماهيرية العقيد القذافي، ومثله الأمر في المجال السياسي، لو نفتح المجال ستخرج أحزاب جديدة تقضي على بقية الأحزاب الأخرى.