شهدت شوارع مدينة تيزي وزو، أمس، مسيرة حاشدة لأنصار مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بدعوة من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، شارك فيها مئات من المواطنين يتقدمهم كل من الرئيس الأسبق للحزب سعيد سعدي والرئيس الحالي للأرسيدي محسن بلعباس اللذين اعتبرا نجاح مقاطعة اقتراع ال17 أفريل ”سيركع النظام”. جددت الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية تيزي وزو، أمس، الموعد مع الحركات الاحتجاجية، حيث شهدت المسيرة التي دعا إليها الأرسيدي مشاركة كبيرة لأنصار مقاطعة الانتخابات الرئاسية وذلك 48 ساعة قبيل هذا الموعد الانتخابي. وخلافا لما كان يرتقبه البعض وبالنظر إلى معطيات عدة منها خيبة الأمل لدى سكان المنطقة إزاء النشاط السياسي، نجح المنظمون في تجنيد منخرطي الحزب ومواطنين للمشاركة في هذه المسيرة التي عرفت مشاركة مئات من أنصار الأرسيدي ودعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة من بينهم دعاة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل ”الماك”. وانطلقت المسيرة في وقتها المحدد أي الساعة ال11، كما جرت العادة من المدخل الشرقي لجامعة مولود معمري بتيزي وزو بحسناوة باتجاه مفترق الطرق بوسط المدينة، وبالتحديد إلى مقر وكالة اتصالات الجرائر. ورفع المشاركون في هذه المسيرة كالعادة لافتات وشعارات منددة بالنظام السياسي ببلادنا حيث صاحوا ”لا وجدة لا دي أر أس الجزائر هي الأساس” و”سراقين شياتين ويقولوا وطنيين” و”الشعب يريد إسقاط النظام” و”أولاش الفوط أولاش”. كما رفعوا لافتات يبرزون من خلالها وقوفهم إلى جانب إخوانهم بني ميزاب والشاوية. وصرح السيد محسن بلعباس ”يتحدثون عن الأيادي الأجنبية التي تحرك الشارع الجزائري، فهذه الأيادي الأجنبية متواجدة بالمرادية”، مضيفا بأن ”الجزائر سينقذها أبناؤها ولن ينقذها أمير قطر أو جون كيري”. من جهته قال سعيد سعدي بأن ‘'نجاح المقاطعة على المستوى الوطني وبمنطقة القبائل سيركع النظام الذي سيرحل بعد أشهر”. وتساءل سعدي عن ”مصير البطاقية الانتخابية التي تضم 3 ملايين ناخب التي يتصرف فيها النظام في كل مرة”. وبعد نهاية تدخل رئيسي الأرسيدي انصرف الجميع في هدوء. واستطاع الأرسيدي تجنيد المئات من المعارضين للعهدة الرابعة وإقناعهم بالمشاركة في المسيرة بوسط مدينة بجاية، حيث انطلقت الجموع الغفيرة من الحي الجامعي تارقة أوزمور في اتجاه مقر الولاية أين تحولت إلى تجمع شعبي كبير تناول خلاله الكلمة إطارات الأرسيدي، حيث أكدوا على ضرورة مقاطعة الانتخابات الرئاسية وإفشال موعد 17 أفريل كحل سلمي لسد الطريق أمام سلاحف النظام الفاسد، على حد تعبير مختلف المتدخلين. وقال مسؤول الأرسيدي عثمان معزوز إن انتخابات 17 أفريل تبقى أكبر عار يطارد الجزائر لأجيال كثيرة قادمة، وقال إن الانتخابات الرئاسية محسوم أمرها ولن تأتي بأي جديد للجزائريين باستثناء المزيد من النهب والسلب وخنق الحريات وغيرها. مسؤولو الأرسيدي أكدوا أن المطلب الرئيسي يبقى إعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية وترقيتها إلى لغة رسمية وأن الشعب الجزائري لن يفاوض السلطة حول مسائل التاريخ والأصالة. وخلال المسيرة رفع المشاركون عدة لافتات منها ”البترول لنا والتاريخ لنا” و”بوتفليقة أويحيى حكومة إرهابية”. وللتذكير فإن عددا كبيرا من الطلبة الموالين لحركة ”الماك” شاركوا في مسيرة الأرسيدي وتميزوا عن غيرهم بهتافات ”أولاش الفوط أولاش”. كما نظم صباح أمس المئات من أنصار الأرسيدي مسيرة وسط مدينة البويرة دعوا من خلالها إلى مقاطعة الرئاسيات المقبلة، وعبّروا عن عزمهم على مواصلة النضال بعد 17 أفريل من أجل تغيير النظام بالطرق السلمية. المسيرة التي جرت وسط تعزيزات أمنية مكثفة، رفع خلالها المشاركون شعارات ولافتات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات وكذلك رفض فكرة ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. ومن بين الشعارات التي رفعها المحتجون ”لا للانتخابات” و”القبائل ليسوا للبيع”، ورددوا عبارات ”أولاش الفوت”. المسيرة انطلقت في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا من ساحة الشهداء باتجاه مقر الولاية وشارك فيها إلى جانب أنصار الأرسيدي ثلاثة أعضاء من الأمانة الوطنية. وأكد يحيى عكاش، الأمين الوطني المكلف بتنشيط الشباب ”عزم الحزب رفقة شركائه في تنسيقية المقاطعين على مواصلة العمل بعد تاريخ 17 أفريل الجاري من أجل الذهاب بالجزائر إلى مرحلة يتخللها تنظيم ندوة وطنية تجمع كل الفاعلين السياسيين الغاية منها تغيير النظام”. المسيرة جرت وسط ظروف عادية، إذ بعدما فشل بعض مسؤولي الشرطة في إقناع المنظمين بالاكتفاء بتنظيم تجمع بوسط المدينة، اكتفى عناصر الأمن الذين حضروا بقوة بتأطير المسيرة وتنظيم حركة المرور.