خرج، أمس الآلاف من مناضلي حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي" في مسيرة حاشدة بوسط مدينة تيزي وزو، للمطالبة برحيل النظام ومقاطعة الاستحقاقات الرئاسية ما بعد غد الخميس من أجل تجسيد مرحلة انتقالية ديمقراطية وتغيير جذري في النظام. استطاع حزب الارسيدي المقاطع لرئاسيات 17 أفريل، حشد الآلاف من مناضليه في مسيرة سلمية احتضنتها وسط مدينة تيزي وزو أمس والتي تقدمها كل من محسن بلعباس رئيس الحزب وسعيد سعدي الرئيس الأسبق للأرسيدي. انطلقت المسيرة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا من جامعة حسناوة مرورا بالطريق الرئيسي لعاصمة الولاية وصولا إلى مقر البلدية القديم لتيزي وزو. وقد رفع المتظاهرون طيلة مسيرتهم العديد من الشعارات المناهضة للنظام القائم والمطالبة برحيله والرافضة في الوقت نفسه للرئاسيات القادمة. وفي سياق متصل، لم تشهد المسيرة التي عرفت تنظيما محكما، أي انزلاق أمني، إذ اكتفت مصالح الأمن التي جندت المئات من أعوان الشرطة بتأطير فقط المسيرة والانتشار بالقرب من المؤسسات العمومية تحسبا لأي انفلات أمني دون أن تقدم على منع الحركة الاحتجاجية. من ناحية أخرى، وقبل نهاية المسيرة وبالضبط لدى بلوغها إلى المقر القديم لبلدية تيزي وزو، نظم الارسيدي تجمعا شعبيا في الهواء الطلق، حيث القى محسن بلعباس رئيس الحزب، كلمة في الشأن المتعلق بالأوضاع السياسية القائمة بالبلاد والتي تسبق الاستحقاقات الرئاسية، مؤكدا على أن النظام في حالة ارتباك وانشقاق داخلي، بسبب استحواذ دعاة المقاطعة على مكانتهم في أوساط المجتمع الجزائري. مضيفا أن المسيرة التي نظمها الحزب بتيزي وزو تزامن معها تنظيم مسيرات أخرى بكل من البويرة، وباتنة وكذا بجاية. مشيرا إلى أن نضال الحزب سيتواصل حتى ما بعد 17 افريل وذلك إلى غاية بناء دولة ديمقراطية حديثة تصنع أسسها إرادة الشعب بقيم ديمقراطية وبفصل الدين عن السياسة تكون الامازيغية فيها لغة رسمية. كما قال أن الازمة السياسية التي تشهدها الجزائر تستدعي من كل الفاعلين السياسين دون أخذ بعين الاعتبار إيديولوجياتهم الإتحاد لإيجاد لها منفذ سلمي. من جهته، فتح النار الرئيس الأسبق للحزب "سعيد سعدي" النار على مساندي ترشح بوتفليقة ورفض الأخير تخلي عن كرسي سدة الحكم "يجب على هؤلاء الفهم بأن الكرسي ليس بمقدوره وبمفرده بناء البلاد" وإنما "عليهم احترام البعد التعددي وتكريس تحول ديمقراطي بعيد عن العنف وسفك دماء الجزائريين يكون إطاره النضال الملتزم". وأكثر من ذلك أكد سعيد سعدي أن "النظام سيركع لمنطقة القبائل اشهر قليلة ما بعد الاستحقاقات الرئاسية خصوصا في حالة مقاطعة أبناء المنطقة وإجهاضها لهذه الانتخابات". مضيفا أن التحول الديمقراطي الفعلي لن يكون بمفهوم هؤلاء الرافضين التنحي عن السلطة "التحول الديمقراطي ليس بمرأب للصيانة الميكانيكية لمراجعة النظام وإنما هو آلية لاقتلاع جذري للنظام القائم". كما أكد أن مقاطعة منطقة القبائل للرئاسيات القادمة سيجعل من كل الفضاءات مسموحة بالجزائر خصوصا مع الحراك غير العادي الذي تشهده العديد من ولايات الوطن الرافض لهذه الانتخابات.