أعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أنه سيتوجه إلى الشعب خلال أيام و”بإسهاب” لتجديد التزاماته والحديث عن مسعى التشييد الوطني الذي هو عازم على المضي فيه. ودعا بوتفليقة، بعد تزكية المجلس الدستوري لفوزه رسميا بولاية رابعة، منافسيه الخمسة أن يسعوا سويا رفقته “من أجل جعل هذه المناسبة انتصارا للجزائر أولا”. رسّم المجلس الدستوري، مساء أول أمس، الفوز العريض لعبد العزيز بوتفليقة في الرئاسيات التي جرت الخميس الماضي، إلا أن البارز في أرقام المجلس الذي لا يمكن الطعن في قراراته، تبرز انخفاض نسبة المشاركة إلى حدود 50 بالمائة، وذلك إثر حساب نسبة تصويت الجالية في الخارج، ما يعني أنها كانت متدنية، وإجمالا لم تغير النتائج النهائية في ترتيب المرشحين الستة. وسارع الرئيس المنتخب عبد العزيز بوتفليقة، لإصدار تصريح هو الأول له منذ إجراء الانتخابات، وعد فيه بمخاطبة الشعب في القريب “ستتاح لي مواطناتي ومواطني الأعزاء بعد أيام فرصة التوجه إليكم بإسهاب لأجدد لكم التزاماتي وأحدثكم عن مسعى التشييد الوطني الذي عزمت على مواصلته معكم”. وأفاد بعض أنصاره في الأحزاب المساندة له أنه سيكشف عن ورقة الطريق التي سينتهجها بدءا من تعديل الدستور الذي سيجرى الخريف المقبل. وأوضح بوتفليقة بأنه كان “لا بد لي أن أعرب عن بالغ عرفاني لمئات الآلاف من المواطنات والمواطنين الذين أبوا إلا أن أترشح ودعموا ترشحي بقوة وكثافة طيلة الحملة الانتخابية”. ويصر بوتفليقة في هذه الفقرة على فكرة سابقة تخص ترشحه والذي اعتبره نتائج “إمعان في الإلحاح” من جزائريين. كما توجه بوتفليقة بالشكر إلى الشعب الجزائري “الأبي” الذي “وسمني بأغلبية أصواته”، حيث خصه بالتهنئة والشكر على “تمسكه بالرصانة خلال هذا الاقتراع، بحيث شرف مرة أخرى بلاده أمام أصدقائنا الملاحظين والصحفيين الأجانب الذين حضروا هذا الموعد الانتخابي”. وخص الرئيس بالإشادة أفراد الجيش وأسلاك الأمن والوظيف العمومي الذين “بذلوا من التجند وحتى التضحية ما أتاح سلامة إجراء اقتراع يوم 17 أفريل وتأمينه”. ولم يستثن بالشكر الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وتشكيلات المجتمع المدني ومنظماته التي “آزرت ترشحي وحشدت له الدعم والتأييد”، يقول رئيس الجمهورية، كما أكد أيضا تقديره للمترشحين الآخرين الذين خاضوا هذا الاستحقاق الرئاسي، معربا عن أمله في أن يسعوا سويا رفقته “من أجل جعل هذه المناسبة انتصارا للجزائر أولا وفاتحة خير على شعبنا برمته”. وفي سياق متصل كشف المجلس الدستوري عن الأرقام النهائية للرئاسيات، وتبين أن نسبة المشاركة قد انخفضت مجددا لتبلغ حدود 50,70 بالمائة، حسب النتائج النهائية التي أعلن عنها، أي أن النسبة فقدت واحدا في المائة مقارنة بالنتائج السريعة التي كشف عنها وزير الداخلية في ندوة صحفية الجمعة الماضي، ومعنى ذلك أن نصف الهيئة الناخبة لم يدلوا بأصواتهم، وحسب النتائج النهائية التي قدمها المجلس الدستوري فإن عدد المصوتين انخفض قليلا، لكن هذه النتائج لم تغير شيئا في ترتيب المرشحين، وأبقى بوتفليقة على فوزه الكبير قبل علي بن فليس ثم بلعيد عبد العزيز وبعده لويزة حنون ثم فوزي رباعين وأخيرا موسى تواتي.