استغربت نقابات التربية، قرار وزير التربية ”المفاجئ” تنظيم دورة استدراكية لامتحان شهادة البكالوريا، وقالت إن الحديث عن إجراءات جديدة تخص البكالوريا أمر غير مبرر ومثير للتساؤلات. وقال رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”سناباست”، مزيان مريان، ل«الخبر”، إن تنظيمه كان أول من طالب بتنظيم بكالوريا استدراكية مباشرة بعد قرار إلغاء الإنقاذ قصد إعطاء التلاميذ الذين يحصلون على معدلات بين 9.50 و9.90 فرصة أخرى للنجاح، وهي عملية، يضيف، لابد من مرافقتها بإجراءات صارمة وأساسية كشرط لإنجاحها، تتعلق أساسا بخلق بطاقة تركيبية بمثابة سجل يتضمن النتائج المدرسية التي يحصل عليها تلاميذ القسم النهائي، وكذا سلوكهم وعدد غياباتهم طيلة العام الدراسي. وحسب مزيان، فإن استحداث بطاقة تركيبية بات اليوم ضرورة ملحة، لوقف ظاهرتي العنف والغيابات المتكررة لتلاميذ النهائي، حيث يصبح حق الاستفادة من الدورة الاستدراكية للحاصلين على المعدلات المطلوبة، مرهون بمدى اجتهادهم وانضباطهم طيلة العام الدراسي، ما من شأنه معالجة هاتين الظاهرتين، بعد أن ازدادت حدتهما في السنوات الأخيرة. وتساءل محدثنا عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء إعلان وزير التربية عن القرار في هذا التوقيت بالذات، باعتبار أن تصريحه هذا ما هو إلا امتداد لما أعلن عنه خلال الحملة الانتخابية، حينما تعهّد، حسبه، بتنظيم بكالوريا استدراكية، وهو أمر من شأنه إفراغ الشهادة من محتواها العلمي مادام الحصول عليها أصبح مرهونا بالمواعيد السياسية. وهو نفس ما جاء على لسان المكلف بالإعلام على مستوى اتحاد عمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، الذي حذّر من رفع نسبة النجاح في امتحان البكالوريا على حساب التحصيل العلمي للتلاميذ، باعتبار أن البطاقة التركيبية شرط أساسي يسبق أي حديث عن دورة استدراكية. وشدد محدثنا على ضرورة وضع شروط صارمة من شأنها استرجاع المكانة التي تستحقها مؤسساتنا التربوية، من خلال إلزام التلاميذ بالسلوك الحسن، والانضباط، وكذا المواظبة على الدروس، وهي أهداف لابد من تحديدها كنتيجة حتمية للبكالوريا الاستدراكية، مشيرا إلى أن الوقت حان بعد أن ضمنت المنظومة التربوية اليوم، مقعدا لكل تلميذ، لتكريس نوعية التعليم بعيدا عن محاولات التسييس التي لا تخدم لا التلميذ ولا المدرسة. أما المكلف بالإعلام على مستوى مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، فقال تصريحات الوزير، في هذا الوقت بالذات، لا تخدم مصلحة امتحان البكالوريا، ولا يوجد أي داع للإعلان عن مثل هذا القرار في هذا الظرف بالذات. وكان على مسؤولي القطاع، بدلا من ذلك، التركيز على المشاكل المطروحة، على غرار إشكالية العتبة التي لم تفصل فيها الوصاية لحد اليوم. وقال بوديبة إن جميع أطراف الأسرة التربوية، ومن بينها نقابات القطاع، في انتظار أجوبة صريحة من الوصاية بخصوص ظاهرة الغيابات المتكررة لتلاميذ النهائي، الذين يهجرون مقاعد الدراسة ابتداء من الثلاثي الثاني، وهي مشكلة كبيرة كان لابد من الوقوف عندها. وأشار محدثنا إلى ظاهرة الغش التي لم يتم اتخاذ أي إجراءات بشأنها، تفاديا لسيناريو العام الماضي. وبصفة عامة، يضيف، فإن وزارة التربية مطالبة اليوم بإشراك جميع الفاعلين في القطاع في ندوة وطنية لتقييم شهادة البكالوريا، مشددا على أن الدورة الاستدراكية ليست هي المفتاح السري الذي سيفتح الباب واسعا أمام تلاميذ النهائي لولوج عالم الجامعة، بل لابد، حسبه، من العودة إلى الإنقاذ من خلال استحداث البطاقة التركيبية أو اعتماد بكالوريا (أ) وبكالوريا (ب)، يمتحن خلالها التلاميذ في المواد غير الأساسية في السنة الثانية ثانوي، فيما يتم إجراء امتحانات المواد الأساسية في السنة الثالثة.