على خلفية قرارات وزارة التربية الوطنية المتمثلة أساسا في إلغاء الدورة الاستدراكية لشهادة التعليم الابتدائي وكذا دراستها لإمكانية تنظيم دورة ثانية للبكالوريا لفائدة تلامذة الطور النهائي، وإرسائها لجملة من الإجراءات التي تصب في مجملها لتحسين الخدمة العمومية بقطاعه، تراوحت مختلف آراء عاملي القطاع بما فيهم نقابات التربية من«لانباف»، «كناباست» و«سناباست» إلى جانب الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، بين مؤيد ومعارض. «سناباست» تشدد على ضرورة توافق أسئلة دورة البكالوريا الثانية مع أسئلة الدورة الأولى في درجة الصعوبة حيث أوضح مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «سناباست» في اتصال هاتفي ل«السياسي» أمس، أن دراسة إمكانية إدراج دورة ثانية لشهادة البكالوريا لفائدة تلاميذ الطور النهائي الراسبين، بمثابة فرصة ثانية، واعتبره بمطلب قديم خصوصا وأن «سناباست» كانت قد طالبت الوزارة الوصية في السابق بإدراجها. وفي نفس الصدد، شدد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «سناباست» على ضرورة توافق وموازاة أسئلة الدورة الثانية مع أسئلة الدورة الأولى في درجة الصعوبة للحفاظ على المستوى التعليمي، واعتبر إدراج دورة ثانية لشهادة البكالوريا بالفرصة الثمينة التي توجهها الوزارة الوصية لفئة معينة من المتمدرسين على غرار المرضى منهم والذين يعانون من ظروف نفسية يوم الاختبار في الدورة الأولى. فيما ثمنت إدراج دورة ثانية للبكالوريا.. «كناباست» ضد إلغاء الدورة الاستدراكية ل«السانكيام» من جهته أكد مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام لدى نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «كناباست» أن قراءته فيما يخص فتح وزارة التربية الوطنية أبواب النقاش حول مسألة إدراج دورة ثانية لامتحان شهادة البكالوريا إيجابية، لكن دعا إلى ضرورة مراجعة بعض الجوانب لتفادي تمييع شهادة البكالوريا. وفي هذا الشأن دعا بوديبة إلى إعادة النظر في طريقة تقييم شهادة البكالوريا وطالب الوزارة الوصية للعودة إلى الإنقاذ واستخدام البطاقة التركيبية. بالمقابل أكد بوديبة، أنه ضد قرار إلغاء الدورة الاستدراكية لشهادة «السانكيام»، باعتبار أن هذا الامتحان يعتبر تدريبيا وتمهيديا للامتحانات الرسمية على غرار شهادتي المتوسط والبكالوريا، والإلغاء سيضيع فرص بعض التلاميذ خصوصا منهم المتخوفين يوم الاختبار الأول باعتبار أن سنهم يترواح ما بين 10 و11 سنة. في حين أكد أن إجراءات الوزارة الوصية المتخذة للحد من ظاهرة البيروقراطية في القطاع التربوي لابد منها، مشيرا إلى إمكانية تقديم بعض التعليمات البسيطة للحد من البيروقراطية المنتهجة بالمدارس الوطنية، مع التشديد على محاربة الداء في عقر داره أي بدءً من الوزارة فالمديريات التربوية ثم المدارس. فدرالية أولياء التلاميذ تثمن خطى وزارة التربية في الاتجاه الآخر، ثمنت جميلة خيار نائبة رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ خطى وزارة التربية الوطنية المتمثلة في إلغاء شهادة السانكيام، إلى جانب السعي وراء إدراج دورة ثانية لشهادة البكالوريا فمحاربة البيروقراطية المفتشية بالقطاع، خصوصا وأن هذه الإجراءات مثلت بالأساس مطالب الفدرالية التي رفعت يوم 26 أكتوبر المنصرم للوزراة الوصية. وأردفت ذات المتحدثة تقول أن إدراج دورة ثانية أمام طلبة البكالوريا ستنقذ التلاميذ الذين سقطو بعلامات صغيرة، خصوصا وأن العام الماضي كان قد رسب 1000 تلميذ بمعدل 9.99، ودعت في نفس الصدد لإعادة إدخال الإنقاذ وورقة البطاقة التركيبية التي تقوم على تقييم التلاميذ خلال السنة الدراسية، عن طريق احتساب معدلات الفصول الثلاثة والانضباط وملاحظات الأساتذة، وتتحول إلى نقاط تمنح للمتعثرين في امتحان البكالوريا ممن تقترب معدلاتهم للحصول على الشهادة من 10 على 20. فيما أكدت أنها مع إلغاء دورة «السانكيام» كون أنها لا تعود بالفائدة على المستوى العلمي، واعتبرت أنها خسارة مادية وبشرية لما يخصص لها من أموال ويجسد لها من أشخاص، وتساهم في تدني المستوى التعليمي للمتمدرسين الذي وإن نجحوا فيها سيتعثرون في الإكماليات. «لانباف» لا يستسيغ قرار الدورة الثانية لشهادة البكالوريا» نفس الرأي ذهب إليه مسعود عمراوي المكلف بالإعلام لدى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين «لانباف»، الذي أكد أن تلامذة الابتدائي ينتقلون إلى الأقسام التكميلية دون رصيد علمي أي بدون معرفة الحروف ولا الكتابة والقراءة، والدورة الاستدراكية كانت تزيد من تعميق الهوة وتعرقل السير الحسن للعملية التربوية، مؤكدا أنه آن الأوان للتعليم الجيد لضمان نجاح بمستوى عالي، كما ثمن عمراوي إجراءات الوزارة للقضاء على البيروقراطية، خصوصا فيما تعلق بها بكثرة الوثائق أين ركز على الوثائق المخصصة للمنح والتي تلزم الأب الذي يملك 4 تلاميذ في تحضير 4 ملفات عوض ملف واحد يحوي شهادات مدرسية خاصة بكل طفل. في حين لم يستسغ المكلف بالإعلام لدى «لانباف»، برمجة دورة ثانية للبكالوريا باعتبار أن هذا سيخلق تقاعس وتماطل وعدم اهتمام الطلبة إلى جانب إمكانية الغياب عن مفقاعد الدراسة، مشددا على ضرورة قرن هذا الإجراء بشروط موضوعية على غرار الانضباط، والحضور الدائم بالمؤسسة، مع حصر هذا الأخير على الفئة الراسبة بمعدل 9.50 فما فوق.