ذكر الضابط النيجري في افتتاح الورشة، التي تقودها “وحدة التنسيق والاتصال” التابعة للاتحاد الإفريقي، أن منطقة الساحل “تعاني من انعدام الأمن بسبب جماعات إرهابية وأخرى إجرامية.. ومن المعروف أن انتشار سلاح الحرب عامل يشجع الإرهاب، وتجارة المخدرات وتجارة البشر، وما يشجع على ذلك أكثر الثغرات الموجودة في الحدود”. وأوضح الضابط، المتخصص في مواجهة تهديدات الإرهاب، أن “الورشة التي تجمعنا، تهدف إلى تعزيز القدرات المحلية والإقليمية في مجال الأمن من أجل وقاية أحسن والتصدي بأكثر فعالية للإرهاب، والإجرام المنظّم العابر للحدود”. وأضاف بأن الورشة “تندرج أيضا في إطار تنفيذ مخطط عمل وحدة التنسيق والاتصال لسنة 2014، والتعاون النشيط مع الحرس المدني الإسباني. وتندرج أيضا في إطار توصيات الاجتماعات المتمخضة عن مسار نواقشوط”، يقصد أول اجتماع أمني عقد بموريتانيا في مارس 2013، بإشراف الاتحاد الإفريقي، “تحت تهديدات الإرهاب وضعف التعاون الأمني بين دول المنطقة العابرة للصحراء”. للتذكير تتكوّن “وحدة التنسيق والاتصال” من الجزائر وبوركينافاسو وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والتشاد. أما دول أوروبا الشريكة معها، والتي كانت حاضرة أمس، عن طريق ضباط يمثلونها فهي الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والنمسا وتركيا. وقد جاء الاجتماع على خلفية تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا وشمال مالي. وذكر ضابط النيجر الذي كان يتحدث باسم الوحدة، أن “الأيام الخمسة التي ستجمعنا ينبغي أن تتيح لنا الإحاطة بالإشكالية والتحديات بدقة، بهدف تسيير أفضل للقضايا المتصلة بأمن الحدود في بلدان الساحل. وأتمنى أن تقودنا مقترحاتكم وتوجيهاتكم إلى تحديد محاور استراتيجية مشتركة، لتأمين الحدود بطريقة فعالة ومكيّفة مع السياق الذي تعرفه المنطقة”. وذكر سفير إسبانيا بالجزائر أليخاندرو بولونكو، أن حكومة بلاده “تحرص على تحسين التعاون الأمني مع شركائها في دول الساحل بواسطة أعمال مشتركة، لأن الجهود الفردية غير كافية”، مشيرا إلى أن التعاون مع الحرس المدني في إسبانيا، الذي يملك خبرة في تأمين الحدود، “يتطلب تمتين الجهود وإسبانيا يربطها التزام قوي مع إفريقيا، ومنطقة الساحل وغرب إفريقيا التي تعرف تهديدات أمنية خطيرة، جزء لا يتجزأ من المنطقة وأمن إسبانيا وأوروبا يبدأ من إفريقيا”. وأثنى السفير الإسباني على العملية العسكرية “سرفال”، التي شنتها القوات الفرنسية في شمال مالي مطلع 2013، قائلا إنها “سمحت بفتح ورشات للتدريب لفائدة الجيش المالي”، مشيرا إلى أن إسبانيا “رفعت مستوى التعاون مع ماليوالنيجر والسينغال وموريتانيا، لتقوية قدرات هذه البلدان في مجال أمن الحدود”. وأضاف: “الخبرة التي يملكها الحرس المدني الإسباني، ستسمح لا محالة بتعزيز التنسيق مع بلدان المنطقة”.