كشف استطلاع للرأي أجري حديثاً في إسبانيا أن غالبية الإسبان يؤيدون الاستمرار في بقاء ملك على رأس البلاد، بدلاً من رئيس منتخب. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “إلباييس” الإسبانية الصادرة أمس الأحد أن 49% من الإسبان يفضلون البقاء في النظام الملكي تحت قيادة الأمير فليبي الذي سيتولى العرش، بعدما تنازل له والده الملك خوان كارلوس في الثاني من جوان الحالي. في المقابل أبدى 36% ممن شملهم الاستطلاع تأييدهم لإقامة نظام جمهوري في إسبانيا، يتولى قيادته رئيس يتم انتخابه، فيما لم يتبن 15% ممن شملهم الاستطلاع رأياً محدداً تجاه استمرار الملكية في إسبانيا أو تحولها إلى الجمهورية، وأعرب 62% من الإسبان عن تأييدهم لإجراء استفتاء حول بقاء النظام الملكي أو تبني الجمهورية. المثير أن إسبانيا شهدت الأسبوع المنصرم العديد من عمليات سبر الآراء حول نفس الموضوع وتباينت النتائج، بحسب المستطلعين، فيما شهدت شوارع المدن الكبرى الإسبانية وفي مقدمتها مدريد خروج متظاهرين للمطالبة بعودة الجمهورية، في وقت يستعد فيه الملك الجديد فيليبي دي بوربون السادس لأداء اليمين. وهتف المتظاهرون الذين ساروا في وسط مدريد “إسبانيا ستكون في الغد جمهورية”، وهم يلوحون بالعلم المثلث الألوان الأحمر والذهبي والبنفسجي، للجمهورية الإسبانية الثانية التي أعلنت في أفريل 1931 ثم أسقطها الجنرال فرانسيسكو فرانكو عام 1939 بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية، وطالبت لافتات رفعها المتظاهرون بأن تحدد صناديق الاقتراع الرؤساء وليس الوراثة. وكانت عشرات الأحزاب السياسية اليسارية ومنظمات مدنية دعت إلى التظاهر للمطالبة بإجراء “استفتاء الآن” حول مستقبل الملكية، وسار المتظاهرون في شوارع مدن عدة كما في إقليم الباسك وفالنسيا، ويؤيد حزب الشعب المحافظ الذي يتولى مقاليد الحكم في البلاد بالإضافة إلى أغلبية أعضاء المعارضة الاشتراكية الإبقاء على الملكية الإسبانية، لذلك، يرى المراقبون أن فرص تمرير الطلب الذي يعتزم اليسار الإسباني الموحد تقديمه في البرلمان تبدو ضئيلة جدا، ومن المقرر أن يتولى الملك الجديد عرش البلاد في غضون فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أسابيع.