”جدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عزم بلاده على مواجهة التطرف في العراق، معتبرا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش” يمثل تهديدا للعراق وللمصالح الأمريكية، قبل أن يؤكد أن إدارته لم تحدد بعد سبل تجسيد مواجهة خطر التنظيم الجهادي في العراق، داعيا في السياق العراقيين لوضع الخلافات السياسية والعقائدية جانبا، من أجل توحيد الصفوف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. كانت التقارير الواردة من العراق، أشارت إلى أن القوات العراقية تمكنت من الحد من تقدم الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم ”داعش” ودخول مدينة سامراء، التي يحاول المسلحون دخولها من الشمال. وأضافت ذات التقارير أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، زار المدينة الواقعة على أقل من 100 كيلومتر شمالي العاصمة، وعقد اجتماعا أمنيا فيها، في إشارة إلى استجابة مئات الشباب العراقي من الطائفة الشيعية للدعوة التي أطلقها المرجع الديني الإيراني، السيستاني، بتشكيل ميليشيات لحماية المدن ذات الغالبية الشيعية من الجماعة المسلحة التابعة ل«داعش”، كما توعد المالكي، أمس، ”بتطهير” المدن العراقية من المسلحين وهزيمتهم، في حين أعلنت السلطات الأمنية في بغداد عن عمليات استباقية بالعاصمة، في ظل توجه مئات الشبان لمراكز التطوع للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش العراقي. وفي سياق متصل، نفت الإدارة الأمريكية إجراء محادثات مع إيران بشأن الوضع في العراق، بحسب ما صرحت به المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: ”نحن لا نتحدث مع الإيرانيين بشأن العراق”، في محاولة للرد على ما جاء في الصحافة الأمريكية الصادرة أمس، والتي تحدثت عن فتح قنوات تواصل بين طهران وواشنطن من أجل محاولة التنسيق لمواجهة تهديد التنظيم الإرهابي، غير أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية نفت المعلومات، مؤكدة أن إدارة البيت الأبيض تتحدث بشكل عام مع جيران العراق ومن بينهم إيران: ”طالبناهم بضرورة اتخاذ إجراءات لتهدئة الأزمة وليس إشعال التوترات الطائفية”. تأتي هذه التقارير في الوقت الذي أكدت إيران أنها ستقوم بكل ما يلزم لدعم حكومة نوري المالكي في مواجهة ”داعش”، بحسب تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي أكد، في اتصال هاتفي مع المالكي، أن ”إيران لن تسمح لأنصار الإرهاب بزعزعة أمن واستقرار العراق”، وذلك على الرغم من السخط المتزايد من المعارضة السياسية والقبائل السنية التي تنظر للمالكي على أنه السبب المباشر للأزمة التي تتخبط فيها العراق، في تأكيد على أن فشله في أداء حكومته وراء انتشار ”داعش” والتنظيمات المسلحة المتطرفة. من جانب آخر، نقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال” عن مصادر رفضت الكشف عن هويتها، قولها إن ”إيران أرسلت بالفعل وحدات من الحرس الثوري الإيراني لمساعدة الحكومة العراقية، وذلك على الرغم من نفي مسؤولين حكوميين تلك الأنباء”، فيما أكد وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، أمس السبت، أن الحدود المشتركة بين إيرانوالعراق تتمتع بالأمن تماما، وقال إن إيران لن توفد أي قوات عسكرية إلى دول الجوار بما فيها العراق لإحلال الأمن فيها، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية ”إرنا”. وأضاف وزير الداخلية الإيراني أن التكفيريين الذين تسببوا في انعدام الأمن في بعض المناطق في العراق لن يكون بمقدورهم الدخول إلى الأراضي الإيرانية، مضيفا أن الأمن يسود الحدود بين البلدين بشكل كامل، بفضل مساعي ووعي القوات العسكرية وقوات الحرس الثوري والقوات الأخرى، وأنه لا توجد هناك أي مشكلة في هذا المجال. إلى ذلك، قالت وسائل إعلام عراقية، أمس، إن عددا من سكان مدينة الموصل العراقية عادوا إلى ديارهم، بعد مغادرتها قبل أيام خوفا من المعارك بين عناصر تنظيم دولة العراق والشام والجيش العراقي، وكانت المنظمة الدولية للهجرة ذكرت أن نحو نصف مليون شخص فروا من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى العراقية الشمالية وثاني أكبر مدن البلاد، عقب سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش” عليها.