أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين الأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق، وما أدت إليه من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين العراقيين. جاء ذلك خلال ختام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية، ودعا فيه ممثلو الدول العربية العراقيين إلى تحقيق الوئام بين جميع القوى السياسية العراقية وتشكيل حكومة وفاق وطني لإنقاذ البلاد من شبح التقسيم، كما طالبوا بضم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام للقائمة الدولية للمنظمات الإرهابية. تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تشير فيه التقارير الإخبارية الواردة من العراق عن تمكن وحدات الجيش العراقي والمجموعات المسلحة المشكلة من المتطوعين من وقف تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش” شمال العاصمة بغداد، وذكرت ذات التقارير نقلا عن شهود عيان أن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة تلعفر، شمال غربي العراق، بين الجيش العراقي ومسلحي ”داعش” الذين يحاولون دخول المدينة للسيطرة عليها، فيما أكدت مصادر رسمية عراقية أن وحدات الجيش تمكنت من استعادة السيطرة على بعض الأراضي في هجمات مضادة، على الرغم من استمرار سيطرة مسلحي تنظيم داعش على مدينتي تكريت والموصل. وفي السياق، ذكرت مصادر أمنية في مدينة بعقوبة، شمال شرقي العاصمة العراقية، أن ستة من عناصر قوات البيشمركة الكردية قتلوا وأصيب عشرون آخرون في هجوم شنته مروحية عسكرية عراقية على منطقة تقع بين بلدتي جلولاء والسعدية، فيما كشف قائد عمليات دجلة بالجيش العراقي، الفريق الركن عبد الأمير الزيدي عن مقتل 23 عنصرا من ”داعش” وتدمير 11 مركبة تابعة لهم. من جانبه، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا أمس في مؤتمر صحفي ببغداد: ”خلال 24 ساعة الماضية تم قتل أكثر من 279 إرهابي في مختلف المناطق”، مؤكدا أن القوات الأمنية ”استعادت المبادرة”، مضيفا أن ”الوضع الأمني في بغداد مسيطر عليه بشكل كامل والقوات الأمنية تقوم بعمليات استباقية على أوكار الإرهابيين”، كما أكد أن القوات الجوية وجهت ضربة مهمة وقتلت عشرات المسلحين في منطقة بلد، مشيرا الى أن مقتل 14 إرهابيا في منطقة التاجي. وفي سياق ردود الفعل الدولية حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر، أمس في مقابلة مع صحيفة ”فيلت آم زونتاج” الألمانية من خطورة تحول النزاع الدامي في العراق إلى ”حرب إقليمية بالوكالة”، وأوضح الوزير الألماني أن كل الدول المجاورة للعراق، بما فيها السعودية ودول الخليج، وتركيا، وحتى إيران، لا يمكن أن ”يكون لها مصلحة في أن يصبح على الجانب الآخر من سوريا، وفي جوارها المباشر، منطقة ضخمة بلا سلطة، تتحول إلى مرتع لمجموعات من المرتزقة، وإسلاميين وإرهابيين من مختلف المشارب”. وفي السياق ذاته، اعتبر المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس في تصريح إعلامي أن ”هجوم الجماعات الجهادية في العراق كان نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سوريا”، مضيفا أنه أبلغ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وشركاءه ب«قدرات الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام وبأنها عشرة مرات أكثر نشاطا في العراق من سوريا”، كما حذر من مغبة تحول الصراع في العراق إلى حرب أهلية بين الشيعة والسنة.