خروج رفقاء فغولي من العرس العالمي كان بشرف أمام الآلة الألمانية، حيث فرض الجزائريون التعادل السلبي على الألمان في الوقت الرسمي وكادوا يخطفون منه التأهل في عدة مناسبات. وعرفت المرحلة الأولى من زمن المباراة بداية سريعة من جانب الألمان، خاصة في ربع الساعة الأول، غير أن لاعبي المنتخب الوطني دافعوا ككتلة واحدة ووجد الألمان صعوبة كبيرة في اختراق جدار ”الخضر”، وأتت أول فرص في المباراة من جانب المنتخب الجزائري، حيث استغل المهاجم إسلام سليماني خطأ من قلب دفاع المنتخب الألماني، وبالتالي ضيّع في الدقيقة (8) فرصة افتتاح باب التسجيل بعدما تواجد وجها لوجه مع الحارس نوير الذي أبعد الخطر، ورد عليه شفاينشتايغر في الدقيقة 14 بتسديدة قوية تصدى لها مبولحي ببراعة. وتمكن فغولي في د15 من التوغل، لكن تسديدته كانت بعيدة. من جهته المدافع غلام ضيع فرصة افتتاح باب التسجيل بعد تصويبة جانبت بقليل مرمى الألماني نوير. ومع مرور الوقت ضغط ”الخضر” على الألمان وتوالت الحملات الهجومية الجزائرية، لكن دون تسجيل. وكاد المنتخب الألماني يفتتح باب التسجيل في (د23) حيث وزع أوزيل كرة دقيقة لمولر. وكانت أخطر فرصة للألمان في الدقيقة (د41) حين أنقذ مبولحي مرماه من هدف محقق على مرتين بعد تسديدة قوية من كروس من خارج منطقة العمليات، قبل أن تسقط أمام غوتزه الذي يسدد ومبولحي يتصدى. لم يكن سيناريو الشوط الثاني مغايرا كثيرا عن سابقه، حيث دخله الألمان بقوة وبحثوا عن هدف السبق، في (د48) عن طريق كروس الذي رفع الكرة لهوديس الذي استقبلها برأسية، لكن مبولحي كان في المكان المناسب. وتوالت الحملات الهجومية للآلة الألمانية عن طريق القائد فيليب لام في (د54) الذي سدد كرة قوية ومبولحي يخرجها إلى الركنية بأصابعه بأعجوبة، واستفاد الألمان في (د61) من ركنيتين متتاليتين أحسن الدفاع الجزائري التعامل معهما. واستفاق رفقاء سليماني في (د72) حيث حرم الحارس الألماني نوير المهاجم سليماني من هدف محقق بعد تدخله خارج منطقة 18 مترا. ومع مرور الوقت خرج أشبال حاليلوزيتش من منطقتهم، ففي (د74) فيغولي حاول أن يخادع نوير بتسديدة من بعيد، لكنها مرت جانبية. وواصل حارس الخضر مبولحي تألقه بتصديه للكرات الخطيرة للألمان، حيث استطاع في (د80) أن ينقذ المنتخب الوطني من هدف محقق بعد أن أخرج ببراعة رأسية قوية من مولر إلى الركنية. وفي اللحظات الأخيرة فاجأ شفاينشتايغر في (د89) الجميع برأسية لكن مبولحي تصدى لها ببراعة. ومع الشوط الإضافي الأول، واصل الألمان هجوماتهم، ما مكنهم من افتتاح باب التسجيل عن طريق البديل شورلو في (د92) وذلك بعد خطأ في الرقابة من وسط الدفاع. رد فعل الخضر كان عن طريق مهدي مصطفى في (د102) بتسديدة قوية مرت جانبية على مرمى نوير. وقبل نهاية المباراة بدقيقة استطاع أوزيل تعميق النتيجة بعد استسلام دفاع الخضر.ولم يكن هدف جابو في الدقيقة 120 كافيا لتعديل الكفة، ليخرج المنتخب الوطني من المونديال بشرف. وبهذا التأهل سيواجه المنتخب الألماني في الدور ربع النهائي نظيره الفرنسي يوم الجمعة. بطاقة اللقاء... ملعب أرينا بييرا ريو، ببورتو أليغري – طقس متقلب – أرضية جيدة – تحكيم مقبول للبرازيلي ساندرو ريتشي. ^ الإنذارات: حليش وسليماني للجزائر، لام لألمانيا. ^ الأهداف: شورلو (93)، أوزيل ( 118) ألمانيا، جابو(د120) الجزائر. ألمانيا: نوير، هوفيديس، شفاينشتايغر (كريستوف كرامر 109)، أوزيل، ميرتيساكر، كروس، غوتزه (شورلو 46)، بواتنغ، شكودران مصطفي (خضيرة 70)، مولر، لام. المدرب: لوف الجزائر: مبولحي، ماندي، غلام، حليش (بوڤرة 79)، بلكالام، مصطفى، تايدر (براهيمي 77)، لحسن، فغولي، سوداني (جابو 100)، سليماني، المدرب: حاليلوزيتش. قالوا... قالوا... قالوا... قالوا... مجيد بوڤرة ”لم أقرر الاعتزال وحاليلوزيتش يستحق تكريما خاصا” كشف صخرة دفاع الخضر مجيد بوڤرة أن مسيرته مع الخضر لن تتوقف بعد، وبأنه يتطلع للاستمرار لغاية نهائيات ”كان” 2015 المقبلة بالمغرب. وصرح يقول: ”لم أقرر الاعتزال بعد، لازلت راغبا في الاستمرار لغاية كأس إفريقيا المقبلة وأتطلع للتتويج بها، وهو الهدف المقبل لمنتخبنا بعد هذه المشاركة الجد مشرفة في المونديال، لكن القرار الأخير ليس بيدي، حاليا أفكر في العطلة بعدها سأتحدث أولا مع المدرب الجديد، ومع رئيس الفاف أيضا”. وأثنى بوڤرة مطولا على الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش، موضحا بأنه يستحق ”تكريما خاصا” نظير كل ما قدمه للخضر خلال السنوات الثلاث الماضية”، وتابع يقول: ”حاليلوزيتش يستحق تكريما كبيرا وهو يستحق الخروج من الباب الواسع”. عبد المومن جابو ”خرجنا بشرف” اعتبر مهاجم الخضر عبد المؤمن جابو بأن المنتخب الوطني ودع المونديال بشرف بعد مباراة كبيرة أمام العملاق الألماني. وصرح قائلا: ”لقد قدمنا مباراة كبيرة أمام منتخب قوي جدا، خرجنا بشرف ومشوارنا في المونديال كان مميزا، ومباراة ألمانيا ستكون درسا لنا سنتعلم منه الكثير”. وأوضح صاحب هدف محاربي الصحراء في مباراة أمس بأن المنتخب الجزائري لم يكن بعيدا عن خلق المفاجأة مرة أخرى لو عرف كيف يستغل الفرص التي أتيحت له خلال المرحلة الأولى على وجه الخصوص، مضيفا: ”كانت لنا فرص عديدة خاصة خلال المرحلة الأولى، لكن الحظ لم يحالفنا، هذه هي كرة القدم، لكن ما قدمناه يبعث على التفاؤل ويجعلنا مطمئنين على مستقبل المنتخب”. هلال سوداني ”التجربة والتعب صنعا الفارق” وصف العربي هلال سوداني خروج المنتخب الجزائري من الدور ثمن نهائي أمام ألمانيا ب”المؤسف”، مؤكدا على أن ”تجربة الألمان” هي التي صنعت الفارق، ”هي خسارة مؤسفة، لم نكن بعيدين عن تحقيق المفاجأة مرة أخرى، لكن التعب ونقص الخبرة رجحت كفة المنافس، الأمر كان يتعلق بلاعبين متوجين بلقب أبطال أوروبا، لن نخجل بهذا الإقصاء فقد خرجنا برأس مرفوع، أشكر اللاعبين على كل ما قدموه والشكر أيضا للمدرب حاليلوزيتش الذي قدم الكثير ونتمنى له حظا موفقا سواء بقي أم غادر”. وشدد سوداني على ضرورة المواصلة على هذا المنوال خلال الاستحقاقات المقبلة، في إشارة للتصفيات المقبلة لنهائيات أمم إفريقيا، مضيفا: ”لقد كسبنا خبرة وتجربة هامة وبقي أمامنا التأكيد في المواعيد المقبلة بداية بتصفيات نهائيات أمم إفريقيا”. يواكيم لوف ”لعبنا بشكل سيئ أمام فريق منظم” وصف يواكيم لوف، مدرب المنتخب الألماني، أداء ”المانشافت” في مباراة أمس ب” السيئ” أمام منافس كان برأيه ”منظما” و”متماسكا” ولعب ب”إرادة كبيرة”. وقال لوف في تصريحاته خلال الندوة الصحفية التي تلت المباراة: ”المنتخب الجزائري كان منظما جيدا وتميز بقوة مهاجميه الذين يتميزون بالسرعة وأقلقوا كثيرا دفاعنا، هذا هو السيناريو الذي توقعناه، اللياقة البدنية صنعت الفارق في الأخير، منافسنا لم يتمكن من الصمود أكثر بعد انتهاء الوقت الرسمي وهو ما جعلنا نتوصل أخيرا للتهديف”. حاليلوزيتش رفض حضور الندوة الصحفية فاجأ المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الجميع برفضه الحضور للندوة الصحفية التي تلت المباراة، في الوقت الذي حضر لاعبا المنتخب مبولحي وبوڤرة، وقد حاول المكلف بالإعلام على مستوى الفاف برجة، وممثل لجنة الإعلام لدى الفيفا، الهادي هامل، إقناعه، لكنه أصر على موقفه دون أن يتمكنا من إقناعه، الأمر الذي يعرض ”البوسني” لعقوبة صارمة من الفيفا. أصداء... مبولحي رجل المقابلة وقع الاختيار على الحارس رايس مبولحي بصفته رجل المقابلة التي جمعت الفريقين الألماني والجزائري، وجاء اختياره بعد تصديه للعديد من الهجمات التي شنها منتخب الماكينات. نوير حارس أم مدافع ؟ تساءلت صحيفة ”الميرور” الإنجليزية عن مركز مانويل نوير في منتخب ألمانيا أثناء المواجهة مع ”الخضر”، وكان مانويل نوير قد غطى على عيوب دفاع بلاده أكثر من مرة، بخروجه في أكثر من لقطة وإفساد هجمات المنتخب الجزائري خارج منطقة الجزاء، ليتم وصفه بظهير قشاش المنتخب وليس بحارس مرماه. ووضعت الصحيفة خارطة حرارية ترصد تحركات حارس منتخب ألمانيا في الشوط الأول، وقالت: ”هل نوير مدافع أم حارس؟ هذا النوع من التكتيك كان قديماً، لكنه عاد اليوم”. الحكم الرابع يشتكي من حاليلوزيتش اشتكى الحكم الرابع كثيرا من المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، بسبب تحركاته على طول خط المربع المخصص له. ووصل الحكم الرابع إلى حد مطالبة الحكم الرئيسي البرازيلي ساندرو ريكي، بإيقاف المقابلة في شوطها الأول لإنذار التقني البوسني الذي لم يهدأ له بال طيلة أطوار المقابلة، حيث لم يتوان في كل لحظة عن توجيه النصائح للاعبين. الأنصار يؤذنون للإعلان عن وقفت الإفطار شهد ملعب باييرا ريو ببورتو أليغري، أمس، حادثة طريفة لفتت انتباه الجميع، حيث أذن أنصار المنتخب الوطني بصوت واحد للإعلان عن وقت الإفطار، وهو ما جعل الأجانب يسألون عن هذا الأذان وعن الإفطار وشهر رمضان الكريم ككل. الأنصار يطالبون بجابو اضطر المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، في الدقيقة 100، إلى تعويض سوداني الذي تعب كثيرا، بلاعب النادي الإفريقي التونسي عبد المومن جابو، الذي تعالت أنصار ”الخضر” بملعب باييرا ريو ببورتو أليغري، مرددين اسمه كثيرا قبل أن يستجيب حاليلوزيتش لندائهم. الصحافة الألمانية تثني على ”الخضر” أثنت الصحافة الألمانية التي غطت مباراة الجزائر أمام منتخب بلادهم، بملعب باييرا ريو ببورتو أليغري، كثيرا على إمكانات المنتخب الجزائري، حيث شاهدوا المباراة على الأعصاب، إلى درجة أنهم صرخوا جميعا بعد أن أمضى شورلوا الهدف الأول في الدقيقة 92 في الوقت الإضافي، وتعانقوا في مشهد أثبت أنهم عانوا الأمرين، عندما شاهدوا التنظيم المحكم للعناصر الوطنية. وخطفت الروح الجماعية للاعبي ”الخضر” اهتمام وسائل الإعلام الألمانية وحتى الصحافة العالمية المتواجدة هنا بالبرازيل. روراوة و”حاليلو” يذرفان الدموع لم يتمالك المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش ورئيس الفاف، محمد روراوة، نفسيهما عقب المقابلة، حيث ذرفا الدموع وهما يعانقان اللاعبين فوق الميدان لتحيتهم على أدائهم البطولي في المقابلة، التي كان يظن الألمان أنهم سينالون فيها من ”الخضر” بسهولة. لاعبو ”الخضر” يحيون الجمهور فضل لاعبو المنتخب الجزائري تحية الجمهور عند نهاية المقابلة، حيث توجهوا جماعيا إلى الجمهور في المدرجات لتحيته على مساندته في هذه المقابلة، التي لعبها ”الخضر” بكل حرارة. ورد الجمهور بالتصفيقات على اللاعبين، معترفين لهم بالجهد وعدم تقصيرهم في تشريف الألوان الوطنية. التعب ينال من اللاعبين نال التعب كثيرا من لاعبي المنتخب الوطني الذين أكملوا 90 دقيقة بصعوبة كبيرة، وهو ما بدا واضحا على قلب الدفاع رفيق حليش، الذي أنهى المقابلة وهو متأثر من تشنج عضلي حاد. وكانت الفورمة البدنية للألمان واضحة، خلال 90 دقيقة والوقت الإضافي، وهو ما يفسر العمل الكبير الذي يقوم به اللاعبون مع نواديهم، حيث أن أغلبية لاعبي ”المانشفات” بحوزتهم أكثر من 3000 دقيقة في الموسم المنقضي، على عكس لاعبي ”الخضر” الذين لعب أحسنهم 1780 دقيقة فقط. رافاران يمتدح ”الخضر” وجه رئيس الحكومة الفرنسي السابق جون بيير رفاران تحية تقدير واحترام للجزائر، بعد أدائها اللافت والمبهر أمام ألمانيا. وكتب رفاران على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي: ”كل الاحترام لمنتخب الجزائر الموهوب والسخي والشجاع”. الأداء البطولي ل”الخضر” يخرج الآلاف للاحتفال رغم الإقصاء من المونديال، إلا أن الأداء البطولي لرفاق رايس مبولحي أخرج الآلاف من الأنصار للشارع، افتخارا بميلاد فريق لم تشهده منذ أكثر من ثلاثين سنة، استطاع أن يسيل العرق البارد لأحد المرشحين لنيل اللقب العالمي. وأطلق الآلاف من الأنصار العنان عبر مختلف شوارع العاصمة، ليس فرحا بل افتخارا بالأداء البطولي للاعبين الذين كادوا يحدثون مفاجأة مدوية بالتأهل للدور الربع النهائي. فعلى مستوى ساحة البريد المركزي، حيث اعتاد الآلاف متابعة لقاءات ”الخضر”، انفجر هؤلاء فرحا وافتخارا بما أنجزه رفاق المحارب فيغولي. وسمعت منبهات السيارات في كل أنحاء العاصمة، وأطلق البعض الألعاب النارية، وسمعت حتى الزغاريد، فمن كان يظن أن الجزائريين سيجبرون ”الماكنة” الألمانية على لعب الوقت الإضافي، وأكثر من ذلك كادوا يقصونهم بعد أن أدوا شوطا أول رائع كادوا يفتحون فيه باب التسجيل. فرغم الهزيمة، خرج الكثيرون للاحتفال بميلاد منتخب قوي سيفرض نفسه مستقبلا على الساحة القارية على الأقل، فحسب الأنصار الذين نزلوا إلى الشارع ”لم نكن نحلم بالتأهل للدور ثمن النهائي، وكدنا في النهاية أن نصل للدور ربع النهائي، شرفتمونا، شرفتمونا...”. الجزائر: فاروق غدير