أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس المقري التلمساني: المؤرّخ الأديب الحافظ. وُلد ونشأ في تلمسان وانتقل إلى فاس، فكان خطيبها والقاضي بها. ومنها إلى القاهرة (1027ه) وتنقّل في الديار المصرية والشّامية والحجازية، وتوفيَ بمصر ودفن في مقبرة المجاورين. وقيل: توفي بالشّام مسمومًا، عقب عودته من اسطنبول. الكتاب يعتبر “نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب وذكر وزيرها لسان الدّين بن الخطيب” موسوعة عظيمة عن الأندلس وتاريخها وآدابها وجغرافيتها، ويعتبره كتّاب العرب المعاصرون من الكتب القديمة القليلة الّتي يجب على كلّ فرد ينشد الثقافة الحقّة والدّراسة الصّحيحة أن يدرسه دراسة وافية. وجاء هذا الكتاب على جزأين: القسم الأوّل في وصف الأندلس وجغرافيتها ووصف مناخها وتوضيح مساحتها وتحديد أراضيها وأوّل مَن سكنها وكيف افتتحت على يد طارق بن زياد وتاريخها في عهد الدولة الأموية وملوك الطوائف، كما يشتمل على وصف قرطبة ومعاهدها، وعلى تراجم الرّاحلين من الأندلس إلى الشّرق، وعلى الوافدين من الشّرق إلى الأندلس. ووصف سكان الأندلس وحبّهم للعلم والأدب وسلوكياتهم وخصوصياتهم الاجتماعية، والشأو البعيد الّذي بلغوه في مجال العلوم والآداب. وفي النّزاع العنيف بين الأندلس العربية وإسبانيا النّصرانية، ثمّ كيف انتصرت النّصرانية وخرج العرب من إسبانيا. والقسم الآخر عن أخبار الوزير ابن الخطيب. وترجم القسم الأوّل من نفح الطيب الّذي يشتمل على تاريخ الأندلس إلى اللغة الإنجليزية بقلم المستشرق الإسباني ألدون جاينجوس تحت عنوان “تاريخ الدول الإسلامية بإسبانيا”. ولقد قام بتحقيقه ونشره المحقّق الكبير إحسان عباس.