يواجه الناجحون في امتحان شهادة البكالوريا أزمة حقيقية، سببها المعدلات المتدنية التي تحصلوا عليها، والتي لم تسمح لهم بالتسجيل في تخصصات نوعية، ما جعل فرحتهم بالنجاح تتراجع أمام صعوبة الاختيار. وتحدث البعض منهم عن حالة هستيرية انتابتهم منذ إعلان النتائج، جعلتهم يعيدون قراءة قائمة الاختيارات مطولا، والاستعانة بالأهل والأصدقاء للحصول على النصائح للإبقاء على حظوظهم في الظفر بتخصص يضمن لهم مستقبلهم. كما عمد البعض إلى تصفح العديد من المواقع للمدارس الخاصة، الجزائرية منها والأجنبية، على أمل الالتحاق بها حتى لو تطلب الأمر دفع مبالغ بالعملة الصعبة. وتحدث بعض الناجحين في الشعب العلمية والتسيير والاقتصاد والآداب عن وضعيتهم النفسية في الوقت الحالي، والتي ليست على ما يرام، على حد قولهم، وعن تعارض النتائج وجهودهم التي بذلوها، والتي انعكست على معدلات لم تمكنهم من تحديد بوصلة الاختيار بعض، وقالوا إنه ومنذ أول أمس وهم في رحلة طواف بين الكليات والأقسام التي من المقرر أن يسجلوا بها، وبين مقاهي الانترنت، وهم مذبذبون بين عدد من الاختيارات التي لم تلب طموحهم ولم ترض رغباتهم، وقال أحدهم في هذا الشأن إن معدله الذي يكاد يقارب 12 من 20 لم يستطع من خلاله التسجيل في بعض التخصصات التي كانت ضمن اختياراته قبل الإعلان عن النتائج، منها الهندسة المعمارية أو الالتحاق بإحدى المدارس المتخصصة في الرياضيات، الإعلام الآلي أو التجارة، بالنظر لإمكانياته المتميزة في مادة الرياضيات تحديدا، وأضاف أن النجاح في البكالوريا كان حلما تحقق، لكنه اصطدم بعائق المعدل. كما استعرض الناجحون معاناتهم في التردد الدائم على مقاهي الانترنت بالنسبة لمن لا يتوفرون على اشتراك داخل منازلهم، وعن تصفحهم لعدد معتبر من المواقع لمدارس خاصة، جزائرية وأجنبية، متخصصة في الاقتصاد وإدارة الأعمال والصحافة، وقال أحدهم إنه كان يتمنى أن يدرس بالخارج بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة بها، وأيضا لمستوى التعليم الذي لا يمكن مقارنته بالجامعة الجزائرية، حيث ذكر هؤلاء أن الجامعات الأجنبية، وخاصة الأوروبية منها، هي غاية كل متحصل على البكالوريا. ومن جهتهم، تحدث بعض التلاميذ عن سؤال لازمهم منذ أسبوع مفاده “أي تخصص أختار؟”، وسيتواصل رغم ملء استمارة التسجيل الأولية، حسبهم، طول فصل الصيف حتى تأكيد التسجيل، وهذا ما يجعل، حسبهم، فرحة النجاح تتراجع مقارنة بهاجس الاختيار. وأبدى آخرون أسفهم الشديد، لأنهم لم يتمكنوا من الاستثمار في وقت الدراسة لتحصيل معدلات أعلى، حيث أن كل همهم كان النجاح حتى بمعدل 10، وهذا الوضع أدخل الأولياء والأبناء في دوامة كبيرة رجحت، حسبهم، التوجه لتخصصات تتلاءم ومعدلاتهم، لكنها لا ترقى إلى طموحاتهم.