لم ينتظر المدرب الجديد للمنتخب الجزائري، الفرنسي كريستيان غوركوف، الندوة الصحفية الأولى، التي سيعقدها للحديث عن الأهداف التي سطرها مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وكذا شرح طريقة عمله، للتأكيد على أن اختياره للعناصر الدولية يتمّ وفق المنطق الكروي، المتمثل في مردود كل لاعب مع ناديه، وهو ما كان يردده الناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش عقب التحاقه بالعارضة الفنية ل”الخضر”. لكن هل سيلتزم التقني الفرنسي بهذا المبدأ طيلة إشرافه على تدريب المنتخب الوطني، أم أنه سيضطر للدوس عليه من باب ”الضرورات التقنية تبيح المحظورات العلمية”، مثلما فعله سابقه البوسني، رغم تشديده على هذا المبدأ في عدة مناسبات، من خلال اعتماده على الحارس وهّاب مبولحي وسفير تايدر وجمال الدين مصباح، اقتناعا منه، في وقت ما، أن منافسيهم على المناصب ليسوا أهلا ليكونوا أساسيين. ويبدو أن المدرب الجديد قد سارع إلى الحديث عن هذه القاعدة لبعث المنافسة بين لاعبي ”الخضر”، ودفعهم إلى العمل أكثر من أجل فرض أنفسهم مع أنديتهم، حتى يجد بين يديه عناصر تنافسية ليبقى عليه اتخاذ القرار النهائي في تحديد التشكيلة الأساسية، والذي يكون وفق معطيات تقنية وتكتيكية. وإذا كان المدرب الوطني مقتنعا بمبدأ ”لا يجب تغيير تشكيلة تفوز”، إلا أن اقتناعه باختياراته التكتيكية تضطره إلى إدخال تعديلات طفيفة على التشكيلة لاعتماده على مهاجمين صريحين في محور الخط الأمامي، ما دفعه إلى التفكير من الآن في البحث عن العصفور النادر، الذي يتوجب إقحامه إلى جنب المهاجم إسلام سليماني، في ظل ندرة المهاجمين المتألقين، سواء في البطولة المحلية أو الأجنبية. وعليه، فقد أبدى التقني الفرنسي إعجابه بإمكانات لاعب النجم الساحلي بغداد بونجاح، الذي تألق بشكل لافت في البطولة التونسية، في أول موسم له مع ناديه الجديد، وكشف عن حسّه التهديفي من خلال تتويجه بلقب هداف البطولة برصيد 14 هدفا. كما ينوي غوركوف معاينة بعض المهاجمين، الذين أثبتوا جدارتهم في الموسم الماضي، على غرار ثنائي نادي أولمبيك ليون ياسين بن زيّة ورشيد غزال، وسيستغل فرصة إجراء الجولة الأولى من بطولة الدرجة الأولى الفرنسية يوم 10 أوت القادم للوقوف على مؤهلاتهم، في اللقاء الذي سيجمع نادي ليون بالضيف نادي ملعب ران.