عوّضت فرقة المستقبل من فلسطين نجم ”أراب أيدول” محمد عساف في رابع سهرات مهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته ال36، وصنعت معها الكلمة الحدث مرة أخرى، لتتجاوز الحدود دون جواز سفر أو تأشيرة، خاصة حين يصحبها الإيقاع المعبّر عن عمق الجرح العربي، الذي أرادت فرقة المستقبل لفلسطين أن تنقله لجمهور ثاموڤادي، ولئن فاجأته وهي تصعد الركح بتابوت موشح بالعلم الفلسطيني لتذكير العالم بما تصنعه إسرائيل من مجازر، وحتى لا ننسى شهداء غزة. وغنت فرقة المستقبل لفلسطين ولوقت طويل وسط تجاوب الجمهور ”عهد الله ما نرحل” و”خبطة قدمكم” للسيدة فيروز، قبل أن ترحل بالحضور بأغنيتين لسميح شقير ”إن عشت فعش حرا” وأغنية ”ما ننسى جدودنا”، لتكون أغنية ”غزة .. غزة بلدي قلب العزة”، و”فلسطين.. فلسطين”، و”على دا العولى” والتي تجاوب معها الجمهور، في صورة أخرى لمشهد يكاد يتكرّر كلما كانت فيه قضية غزة في الواجهة، ليؤكد بذلك الجمهور الجزائري عشقه للفن الأصيل وارتباطه بالقضية الفلسطينية. نقلت فرقة ”ثري لا يديز أوف بلوز”، من أمريكا، الجمهور إلى عالم آخر من الفن الجميل وعمق أمريكا مع موسيقى البلوز وتمكنت من تحريكه، بل ردّد بعض أغانيها وسط ذهول عناصرها . بعد ذلك، فسح المجال للنغمة الوهرانية والفنانة حورية بابا التي جالت بجمهورها بين الطابع الوهراني والمغربي، وأهدتهم واحدة من أغاني ألبومها الجديد الذي سيصدر عما قريب، والذي حمل اسم ”واش حال نحب أولاد بلادي”، كما سجلت النغمة السطايفية حضورها بصوت النجم المتألق ديدين الذي أمتع الحضور. أما النغمة الشاوية، فمثلها في هذه السهرة الفنان نصر الدين حرة الذي غنى للحاضرين كما عوّدهم ”يالعوامة” لرابح درياسة، وبعضا من أغانيه التي اشتهر بها على مدار سنوات تألقه. وكان ختام السهرة مع الشباب رفقة كادر الجابوني الذي عاد مجدّدا للغناء على الركح، بعدما طالب به الجمهور الذي بقي في المدرجات حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الموالي وبأعداد فاقت التوقعات، وهو بدوره لم يبخل عليهم بتقديم باقة من أغانيه التي بات يحفظها الشباب عن ظهر قلب.