أدان مندوب الجزائر الدائم لدى جامعة الدول العربية وسفيرها بالقاهرة، نذير العرباوي، الصمت العربي والدولي إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ما يؤدي إلى تشجيع إسرائيل على تكثيف وتوسيع جرائمها على القطاع، وتساءل عن دور الجامعة العربية إزاء اختراق الكيان الصهيوني للقانون الدولي. استنكر مندوب الجزائر الدائم لدى جامعة الدول العربية، في كلمته، أمس، أثناء افتتاح أشغال الجلسة الطارئة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ووقف إطلاق النار، من الصمت العربي وغياب الموقف الإنساني تجاه غزة، مؤكدا أن الموقف العربي والدولي الذي التزم الصمت وغزة تعاني من ويلات الدمار، كان سببا قويا في تشجيع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، كما أعلن تضامن الجزائر المطلق مع قطاع غزة، مؤكدا أن الجزائر تبذل كل الجهود لإنهاء العدوان، كما قدم شيكا بقيمة 26,5 مليون دولار إلى الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، لدعم الميزانية الفلسطينية، ويضاف هذا المبلغ إلى المبلغ الأول المدفوع وهو 26,5 مليون دولار، وبالتالي تكون الجزائر قد سددت مساهمتها كاملة لدعم الميزانية الفلسطينية، بإجمالي مبلغ 53 مليون دولار، لإعادة إعمار غزة. وقال العرباوي إن مساندة وتحرك ودعم الجزائر للموقف الفلسطيني تمثل في المبادرة الجزائرية في استدعاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حظيت بتأييد دولي واسع، وإعلان الجزائر استعدادها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، لافتا إلى أن الجزائر ومنذ بداية العدوان السافر تبذل جهودا مكثفة دبلوماسيا وسياسيا وإنسانيا، من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان الوحشي، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة، وتوفر الظروف الأكثر ملاءمة لرفع الحصار، وكذا تسوية النزاع من جذوره، من خلال استئناف مفاوضات السلام بما يحقق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الغاشم. وأوضح سفير الجزائربالقاهرة أن العدوان الغاشم الذي شنه الكيان الصهيوني على القطاع، بالتأكيد هو رد على تحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية التي حظيت بتأييد دولي واسع، مستنكرا موقف المجتمع الدولي الذي يبقى إلى حد اللحظة عاجزا ومتفرجا على إبادة شعب يذبح ويقتل يوميا أمام أعين العالم، حسبه. وتساءل العرباوي في كلمته قائلا: “متى تتحرك الضمائر الإنسانية والإرادات الدولية، ونحن نشاهد يوميا قوافل الشهداء تعد بالآلاف؟ متى تتحرك الجامعة العربية في غزة، بل وفي مناطق أخرى ونحن نشاهد رموز مجد وتاريخ الحضارة العربية بغداد ودمشق مهددة بالسقوط؟!”. وفي سياق ذي صلة، قدم الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مبعوثا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عرضا عن الأوضاع في غزة وما خلفه العدوان الإسرائيلي من شهداء وجرحى، وخسائر هائلة في منازل المدنيين والبنية التحتية والمرافق العامة، والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس وعربات الدفاع المدني، واستهداف خزانات المياه ومحطات الكهرباء، وطالب بالقيام بتعبئة عربية ودولية لفتح جسور برية وجوية وبحرية لإغاثة غزة المنكوبة. كما قدم عريقات، خلال الجلسة المغلقة لمجلس الجامعة، عرضا للخطة الدبلوماسية التي ستتحرك دولة فلسطين بموجبها في المرحلة المقبلة. من جانبه، عرض الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، تقريرا عن الجهود العربية الدبلوماسية المبذولة على المستوى الدولي لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي على القطاع، وتوفير الدعم للموقف الفلسطيني. فصائل المقاومة تؤكد أن عدم رفع الحصار سيجعل كافة الخيارات مفتوحة وفيما يتعلق بجهود الوساطة المصرية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أحدثت تهديدات الوفد الفلسطيني المشارك في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر لوقف العدوان على قطاع غزة، تغيرا في موازين القوى بعد تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية جملة وتفصيلا، حيث تراجعت إسرائيل عن قرارها وأوفدت ممثلين عنها للمشاركة في مفاوضات القاهرة، لبحث وقف إطلاق النار وإيجاد مخرج ومنفذ للحرب الدائرة رحاها في قطاع غزة، مع الوفد الفلسطيني وبرعاية مصرية. ووافق الوفد الفلسطيني على طلب تمديد الهدنة الذي اقترحته القاهرة بعد وصول الوفد الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات، لمدة 72 ساعة دخلت فعليا حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الأول، وتصر فصائل المقاومة على قبول وموافقة الجانب الصهيوني على مطالب تقول إنها مشروعة، وأنها تضمن الحد الأدنى لأهالي غزة في العيش بكرامة. ويترقب متابعون بحذر ما يمكن أن تفعله فصائل المقاومة لإظهار قدراتها، في ظل احتمالات العودة للعمليات الاستشهادية داخل الخط الأخضر، بما سيشكل ضربات موجعة للإسرائيليين أكثر إيلاما مما شهدته إسرائيل سابقا، وتقول فصائل المقاومة إن تهرب إسرائيل من رفع الحصار سيجعل كافة الخيارات العسكرية مفتوحة.