قررت الولاياتالمتحدة إرسال 130 مستشار عسكري إضافيا إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، بينما لم يحظ الطلب الفرنسي بتسليح أكراد العراق بإجماع أوروبي، وترك الأمر لكل دولة على حدة، في الوقت الذي أعلنت واشنطن استعدادها لتقديم مزيد من الدعم للحكومة الجديدة في حربها ضد ”داعش”. وجاء إرسال واشنطن ل130 مستشار عسكري جديد لتعزيز حوالي 300 مستشار آخر كان الرئيس باراك أوباما أعلن عن نشرهم في جوان الماضي من أجل دعم الحكومة العراقية في حربها ضد الدولة الإسلامية. وحث وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، رئيس الحكومة العراقية الجديد، حيدر العبادي، على الإسراع في تشكيل حكومة جامعة. وأكد كيري، في تصريحات أطلقها، أمس الأول، من العاصمة الأسترالية سيدني: ”استعداد واشنطن لتقديم الدعم اللازم لها، لا سيما في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية”. وفي آخر تطورات للأوضاع الأمنية على الأرض في العراق، أعلن قائد عمليات دجلة، عبد الأمير الزيدي، الذي يقود معارك ”تحرير العظيم”، عن تمكن القوات العراقية من قتل 120 من أعضاء تنظيم ”داعش”، وتفكيك 200 عبوة ناسفة وتحرير منطقة العظيم و25 قرية تابعة لها وحرق 6 مركبات لداعش”. وأضاف القائد العسكري أن ”العمليات مستمرة حتى يتم تحرير ناحية سليمان بيك والوصول حتى مناطق جنوب غرب كركوك” التي يسيطر عليها ”داعش”. من جهته، دعا السفير العراقي في الولاياتالمتحدة، لقمان فيلي، الولاياتالمتحدة إلى توسيع نطاق ضرباتها الجوية التي تستهدف معاقل تنظيم ”الدولة الإسلامية”، قائلا إن ”جميع العراقيين يشاركون في التصدي لإرهاب التنظيم”. وقد جاءت دعوات السفير العراقي بعد تصريح الجنرال الأمريكي وليم مايفيل، الذي أكد أن بلاده ”لا تنوي توسيع نطاق ضرباتها الجوية التي تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية إلى مناطق أخرى خارج شمالي العراق”. وينظر المجتمع الدولي إلى خطة إرسال والدعم العسكري واللوجستي سواء إلى مسلحي الأكراد أو الجيش العراقي، كحل للقضاء على تنظيم ”داعش” الذي بدأ يستنزف المزيد من الأراضي العراقية والسورية، حيث يسيطر ”داعش” على مساحات هامة من المحافظات السنّية الست في العراق”، كما يتواجد تنظيم ”داعش” بقوة على الجهة الغربية مع حدود سوريا، ويتمركز أيضا في العديد من المحافظات السورية الهامة كالرقة وحلب وريف اللاذقية وريف دمشق ودير الزور وحمص وحماة والحسكة وإدلب بسوريا. ولا يزال المسلحون الأكراد في انتظار تنفيذ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعدها بخصوص دعمهم بمزيد من الأسلحة المتطورة لمواجهة تنظيم ”داعش”، كما أفاد المسؤولون الأمريكيون بأن أسلحة أرسلت أيضا على ثلاث دفعات من الحكومة العراقية في بغداد إلى أربيل وتتألف في الأساس من بنادق وذخائر. من جهتها، أعلنت بريطانيا أنها ستنقل معدات عسكرية من دول أخرى إلى القوات الكردية التي تقاتل ”داعش” في شمال العراق، كما سترسل طوافات من طراز شينوك لدعم مهمة تقديم المساعدات، حيث أصدر مكتب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بيانا يركز على عمليات لوجستية وإنسانية في المنطقة. كما طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي ”حشد إمكاناته” لتلبية طلب التسلح الذي وجهه رئيس كردستان العراق، مسعود البارزاني، وذلك في رسالة وجهها وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد كاثرين آشتون. وتابع: ”اتفقنا أيضا على نقل معدات عسكرية ضرورية من دول مساهمة أخرى إلى القوات الكردية”، من دون تحديد الدول المعنية. وبدأت الأممالمتحدة توجيه تحذيرات قوية بخصوص توسع ”إمارة داعش”، كما قال مبعوث الأممالمتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، عبر تصريحات إعلامية، إن ”تنظيم داعش انتشر كالسرطان” على حد قوله. وأوضح مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى العراق، أن البلاد لا يمكن أن تعود كما كانت قبل سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم ”الدولة الإسلامية”، داعيا الحكومة الجديدة إلى الاستجابة للمطالب الشعبية الخاصة بكافة الطوائف، والتنبه إلى ضرورة احتواء المطالب السنّية.