في سابقة، قصفت طائرتان حربيتان، فجر أمس، معسكرين تابعين لعملية “فجر ليبيا”، ما أدى إلى مقتل نحو 10 أشخاص وجرح العشرات في خضم مواجهات بين كتائب الزنتان وقوات حفظ واستقرار ليبيا للسيطرة على جسر يعتبر منفذا إلى المطار ويخضع لكتائب الزنتان. واتهمت قيادة أركان ليبيا وكذا المكتب الإعلامي لعملية “فجر ليبيا”، اللواء المتقاعد خليفة حفتر بشنه غارات على طرابلس، إذ ورد في بيان عن المكتب الإعلامي أن الطائرات “تحرّكت من القاعدة الجوية (الوطية) الواقعة شمال غربي ليبيا بإيعاز من حفتر، وبمباركة ومساعدة ميليشيات القعقاع والصواعق”، موضحين أن ما يروج على أساس أن الطائرات إيطالية أو فرنسية مجرد إشاعة لتضليل الشعب الليبي، فيما قالت الحكومة المؤقتة في بيان لها إنها لا تملك أدلة دامغة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء القصف. وتزامنا مع ما سبق، أصدر مجلس شورى ثوار بنغازي، أول أمس، بيانا غريبا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أكد أنهم “لا يقاتلون من أجل الديمقراطية أو رجوع مجلس النواب إلى بنغازي، بل في سبيل مدينتنا”. من جانبها، عبرت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، عن أسفها لعدم استجابة الميليشيات للمناشدات الدولية المتكررة من أجل وقف فوري لإطلاق النار، فيما عرض ممثل الاتحاد الأوروبي مشروع اتفاق يقوم على ثلاثة أسس: وقف إطلاق النار، يعقبه خروج كل التشكيلات بما فيها ميليشيات طرابلس خارج العاصمة، لمسافة 50 كلم، وتسليم المطارات معيتيقة وطرابلس ومصراتة للدولة الليبية بإشراف الأممالمتحدة. وقال رئيس الحكومة السابق، محمود جبريل، خلال استضافته بنقابة الصحفيين المصرية، “إن عدم تجسيد مشروع الدولة مرده تراجع الحس الوطني لصالح الجهوي، ما ساهم في استفحال الأزمة وانشطار الدولة، في ظل انتشار نحو 22 مليون قطعة سلاح في أيدي مجموعات متفرقة ومختلفة التوجهات، مع غياب تأمين حدود البلاد التي تزيد عن سبعة آلاف كلم، حتى أصبحت ليبيا مرتعًا للإرهاب”، محذرا دول الجوار من امتداد شظايا النيران لها، داعيا المجتمع الدولي للتدخل من أجل استقرار الوطن. وعلى الصعيد السياسي، وصل رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الله الثني، أمس، إلى مدينة طبرق بمعية عدة وزراء، لمناقشة مقترح تشكيل حكومة أزمة. وأغلقت ليبيا مجالها الجوي أمام حركة الطيران لتدهور الأوضاع الأمنية، أمس، بحيث أرسلت إشارة إلى مطار القاهرة الدولي لإلغاء الرحلة رقم 206 التي كان على متنها 149 راكب، ونقل الركاب إلى أحد الفنادق، لحين إعادة فتح المجال الجوي الليبي مرة أخرى.