انطلقت الطبعة الثانية للمهرجان الوطني للشعر الملحون، المخلد لسيدي لخضر بن خلوف، مساء الأربعاء بدار الثقافة ”ولد عبد الرحمن كاكي” بمستغانم، تحت شعار التضامن مع مدينة غزة. رفع الستار بعد انتظار أكثر من ساعة من الزمن عن برنامج الافتتاح، الذي استقطب حشدا تضامنيا مع غزة، بتقديم عمل شعري من الملحون الجزائري، من إنجاز الفنان المبدع والباحث في التراث ومحافظ المهرجان عبد القادر بن دعماش، تحت عنوان ”قال الشاعر” بمشاركة كوكبة من شعراء الملحون ومن مطربي الأغنية البدوية الأصيلة، من أبناء منطقة ولاية مستغانم، وجمع في قرابة نصف ساعة بين الأصالة والحداثة، بينما أدى نظمه الشعري، الشاعران المحليان الشيخ عبد القادر بلماحي والشيخ خالد بوخاري. وقدّم العمل عرفانا وتكريما لشعراء الملحون بالمنطقة، شاع صيتهم بربوع البلاد وتعدّت شهرتهم حدود الوطن أمثال الشيخ العلوي، ابن طبجي صاحب أشهر قصيدة غنائية تداولت عليها الاجيال ”عبد القادر يا بوعلام” وبلقاسم السعيد. كان المشهد على ضوء القمر تراثيا أصيلا ضاربا في أعماق التراث والتاريخ والحضارة الأمازيغية الإسلامية، في ديكور مزج بين اللباس والأناقة وفصاحة اللسان وعذوبة الصوت. استمرت سهرة الافتتاح إلى غاية منتصف الليل، مع عرض فيلم وثائقي حول الطبعة الأولى للمهرجان، تلته قراءات شعرية لشيوخ من تيارتومستغانم، منهم الشيخ الحاج أحمد بوزيان والشيخ قرواني والشيخ عدة والشيخ بودية عثمان، حيث نهل الجميع من الكلمة العذبة الأصيلة من ديوان سيدي لخضر بن خلوف الذي يفوق عدد قصائده الألف قصيدة، جُمع منها إلى غاية اليوم 160 قصيدة ستنشر لاحقا في كتاب خاص. للتذكير، يعتبر لخضر بن خلوف سيّد شعر الملحون في الشمال الإفريقي في القرن 16م، ناهيك عن مكانته التاريخية الجهادية الدينية على مدى 125 سنة، عاش بمنطقة الظهرة، حيث أصبح مشهورا بفضل مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم، مما أكسبه لقب ”مداح الرسول” وكذا وصفه للمعركة الملحمية لمزغران التي وقعت يوم 26 أوت 1558 ضد الإسبان