لا يزال المجاهدون الأحياء يروون جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الأبرياء العزل من أبناء الجزائر ويكشفون للعالم وحشية وهمجية القادة الفرنسيين، ويروون للأجيال صفحات البطولة والكفاح التي صنعها أبناء الشعب، منهم من قضى نحبه ومنهم من عاش إلى الاستقلال. من بينهم المجاهد ”بن خدة عبد القادر” المدعو ”زغلول” الذي يحكي عبر جزء من مذكراته تحصلت ”الخبر” نسخة منها، يومياته مع الثورة من الجلفة إلى فقيق بالحدود المغربية. يستعرض المجاهد ”بن خدة عبد القادر” ابن منطقة سيدي سليمان بولاية البيض كيف التحق بالثورة وعمره لايتجاوز 25 سنة وعاش أحداثها لحظة بلحظة، حتى وضعت الحرب أوزارها، حيث شارك في 37 معركة وكمين دارت رحاها من المنطقة الممتدة من الجلفة مرورا بجبال القعدة بأفلو فالبيض، فالعين الصفراء حتى منطقة فقيق المغربية، حيث تعرض ل17 إصابة لازالت شاهدة على بطولاته الفذة وعانق الموت عدة مرات، لكن كتبت له الحياة ليكون شاهدا حيا يروي لفرنسا وهي تحتفل بأعيادها جرائمها البشعة في حق الشعب الجزائري. يذكر المجاهد زغلول أنه التحق بالمجاهدين بمنطقة ”بوڤروڤر بناحية آفلو وانضم إلى فرقة القائد ”زرزي”، وأول معركة شارك فيها هي ”معركة الشوابير بجبال القعدة ناحية آفلو في 03 أكتوبر 1956 سقط فيها 25 شهيدا، بينما تكبّد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح حسب الجرائد الفرنسية، ثم شارك في معركة عين الصفراء والصفيصيفة، التي وجّهوا فيها إنذارا للعدو وبثوا الرعب بين صفوفه، تلتها معركة ”مير الجبال” ناحية عين الصفراء، التي دامت يوما كاملا استشهد فيها 14 شهيدا منهم رئيس القطاع ”منصور” الذي تم التمثيل به وقطع رأسه من طرف الجنود الفرنسيين وأخذوه معهم. وتستمر بطولات المجاهد وصولا إلى معركة بني سمير بالقرب من منطقة فقيق المغربية ودامت ثلاثة أيام، وبعد هذه المعركة توغل المجاهد ”زغلول” مع ابن خالته ”يوسفي قادة” إلى فقيق المغربية، حيث وجدا جيش التحرير قد حضر ثلاثة فرق مع 75 بعيرا محمّلة بالسلاح، أخذوها تحت قيادة المجاهد ”زكريا رئيس قطاع البيض” إلى منطقة القعدة الموجودة بآفلو، حيث استغرقت السفرية قرابة ال 25 يوما. ومن أشهر المعارك التي يروي أحداثها ”زغلول” معركة جبل ”خنق عبد الرحمان” ناحية آفلو، حيث يذكر أن 450 جندي من منطقة القبائل انضموا إليها، وبعد معركة دامية استشهد من الجنود المنضمّين 350 شهيد و120 شهيد من فرقهم، منهم القائد زكريا الذي قاد المعركة. ويروي المجاهد ”زغلول” أحداث معارك عدة أخرى شارك فيها وقعت ناحية آفلو وتاجموت والأغواطوالجلفة استعملت فيها فرنسا شتى أنواع الأسلحة وقنابل النابلم، منها معركة ”الصمة” التي استشهد فيها 05 جنود اختناقا بالغاز. ومن المعارك التي خاضها معركة عين الحمارة في 17/02/1958. وتحتفظ ذاكرة المجاهد ”زغلول” بالكثير من صور البطولة وجرائم الاستعمار لا يتسع المجال لذكرها للأجيال والجزائر تحتفل بعيد المجاهد يوم 20 أوت في الوقت الذي تحتفل فيه فرنسا المجرمة من وراء البحر بأعيادها، لكن تأبى ذاكرة المجاهدين إلا أن ”تجعل هذا العدو أمام مسؤولياته التاريخية وتذكره وتذكر البشرية دوما بأن صفحات تاريخ فرنسا ستبقى سوداء يلاحقهم عارها.