في سابقة هي الأولى من نوعها، التحق مسؤولو المؤسسات التربوية بولايات الجنوب أمس بمناصبهم، في ظل موسم الحرارة الشديدة، تزامنا مع نهاية شهر أوت، حيث باشروا مهامهم الإدارية والإشراف على تنظيم الدخول المدرسي المنتظر في السابع من هذا الشهر. ذكر بعض مديري المؤسسات التربوية بعدد من ولايات الجنوب بأنهم لأول مرة منذ عشرات السنين يتم تسجيل التحاقهم رسميا أمس، في نهاية شهر أوت لتنظيم الدخول الإداري والمدرسي، تزامنا وارتفاع درجة الحرارة التي لا يطيقها التلاميذ ولا الأساتذة. وأشار بعض مديري المؤسسات بأن دخولهم الإداري في شهر أوت يعتبر سابقة في تاريخ قطاع التربية، خاصة على مستوى الجنوب، بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي مازالت تشل الحركة على مستوى مناطق الجنوب وستبقى كذلك إلى غاية نهاية أكتوبر. وحسب بعضهم، فإن وزيرة التربية الوطنية لم تراع الظروف المناخية الاستثنائية لمناطق الصحراء والمتميزة بارتفاع درجة الحرارة في الجنوب، وأنها راعت فقط ظروف ولايات الشمال. وأكد بعض المديرين بأن استقبال التلاميذ سيجري في ظروف مناخية صعبة للغاية، خاصة وأن ارتفاع درجة الحرارة سيظل متواصلا لأكثر من شهر، مؤكدين بأن عطلتهم الصيفية التي كانت مدتها تقارب ثلاثة أشهر في سنوات سابقة تقلصت إلى نحو شهر ونصف، متسائلين عن كيفية توفير ظروف دخول مدرسي عادي في ظل ارتفاع درجة الحرارة التي لم تراعها الوصاية. من جهتها، أشارت بعض فدراليات أولياء التلاميذ إلى أنها سبق وأن أرسلت العديد من التقارير إلى الوزارة الوصية لإبلاغ المسؤولين المعنيين بضرورة إقرار توقيت خاص للخروج والدخول المدرسي في الجنوب، يأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية الصعبة لاسيما ارتفاع درجة الحرارة، ولكن هذه المقترحات ظلت حبرا على ورق. وأكد بعض الأولياء بأنهم لن يرسلوا أبناءهم الصغار تحت ضربات حرارة الشمس إلى مقاعد الدراسة، وخاصة بالنسبة لتلاميذ الصف التحضيري والسنوات الدراسية الأولى للمرحلة الابتدائية والذين لا يستطيعون مقاومة الحرارة الشديدة أثناء تنقلاتهم إلى مؤسساتهم ووجودهم فيها.