لم يتمكن وزير الصحة الأسبق، الدكتور جمال ولد عباس، من دخول قطاع غزة رفقة وفد من 10 أطباء، بعد أن وقعت اشتباكات، أول أمس الخميس، في شمال سيناء بين الجيش المصري وجماعات مسلحة، حيث اضطرت القوة الأمنية المرافقة للوفد الطبي الجزائري لإعادتهم إلى مدينة الإسماعيلية قبل دخولهم مدينة العريش القريبة من قطاع غزة. وتدخلت السلطات الجزائرية على أعلى مستوى بالتنسيق مع السلطات المصرية لتسهيل مهمة أول وفد طبي جزائري يتوجه إلى غزة بعد العدوان الإسرائيلي في جويلية الماضي، لكن تدهور الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء صعب من مهمة قوافل الإغاثة الجزائرية الراغبة في دخول قطاع غزة. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الكريم رزقي، ل«الخبر”، إن “السفير الجزائري في القاهرة النذير العرباوي طلب منا عدم إطلاق قافلة الإغاثة إلى غزة إلا بعد تلقي الضوء الأخضر منه”، وهو ما يعكس حجم الخطر الذي تواجهه قوافل الإغاثة أثناء مرورها عبر صحراء سيناء. وكانت السلطات المصرية قد اشترطت على قوافل الإغاثة من الجزائر وغيرها من البلدان جملة من الشروط، من بينها تسليم شحناتها من الأدوية والمواد الإغاثية إلى الهلال الأحمر المصري في الإسماعيلية، والذي يتكفل بإيصالها إلى قطاع غزة، وهو ما رفضته عدة هيئات إغاثية جزائرية. وبعد تدخل السلطات الجزائرية وافقت السلطات المصرية على دخول القوافل الجزائرية إلى قطاع غزة عبر منفذ رفح. وفي سياق آخر، أشار مسؤول العلاقات الخارجية في لجنة الإغاثة، عبد الكريم رزقي، إلى أن السلطات المصرية طلبت منهم تخفيض عدد أفراد الوفد الطبي الجزائري الذي سيتوجه قريبا إلى قطاع غزة. وأوضح عبد الكريم رزقي، في اتصال مع “الخبر” من باريس، أمس، أن لجنة الإغاثة سلمت قائمة من 41 طبيا لوزارة الخارجية الجزائرية، لتسليمها لنظيرتها المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل حصولهم على التصاريح اللازمة لدخول قطاع غزة عبر مطار القاهرة، ومنه التوجه برا إلى معبر رفح لدخول القطاع، إلا أن السلطات المصرية طلبت تقليص هذا العدد إلى 15 طبيبا فقط، وهذا بالنظر إلى كثرة الأطباء من مختلف دول العالم الذين يرغبون في دخول القطاع. وأكد المكلف بالعلاقات الخارجية في لجنة الإغاثة أن السفارة الجزائرية في القاهرة أبلغتهم رسميا موافقة السلطات المصرية على السماح لهم بتسيير قافلة تضم أطباء وتجهيزات طبية إلى مطار الإسماعيلية المصري، ومنه إلى قطاع غزة برا عبر معبر رفح. جدير بالذكر أن مصدرا من الهلال الأحمر الجزائري أكد ل«الخبر” تسليمهم قائمة المرافقين للقافلة الإغاثية التي سيرسلها الهلال الأحمر إلى قطاع غزة إلى وزارة الخارجية الجزائرية لترتيب الأمور الإجرائية مع نظيرتها المصرية.