تراجعت السلطات المصرية في آخر لحظة عن منح التصريح بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر ''رفح'' الحدودي للوفد المرافق لقافلة المساعدات الجزائرية، وسمحت لثلاثة نواب من حركة مجتمع السلم فقط بمرافقة القافلة إلى داخل القطاع في تطور مفاجئ لم يكن منتظرا من قبل منظمي المبادرة· فرضت السلطات المصرية شروطها للسماح لقافلة المساعدات التي نظمتها جمعية الارشاد والاصلاح وضمت إعلاميين وشخصيات سياسية، حيث طلبت تسليم شحنة المؤن والمساعدات الموجهة لأهالي قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات إلى هيئة الهلال الأحمر المصري لتسليمها فيما بعد إلى سلطات الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة· كما فرضت السلطات المصرية على المنظمين قائمة من ثلاثة أسماء فقط لمرافقة القافلة إلى داخل الأراضي الفلسطينية وهم نواب عن حركة مجتمع السلم بالبرلمان على التوالي: محمد جلاد، عبد العزيز بلقايد وبلقاسم قوادري عبد القادر· وقد اضطر الوفد الجزائري المرافق للقافلة إلى المكوث لساعات طويلة أمام منفذ معبر رفح على أمل أن ترخص السلطات المصرية بالعبور، حيث تواصلت مساعي المنظمين بشكل حثيث لتمكين القافلة بكاملها من دخول القطاع، ولم تفلح الجهود المبذولة إلى غاية كتابة هذه الأسطر·· من جانب آخر استقبل عبد القادر حجار، سفير الجزائر بجمهورية مصر العربية، وفد قافلة المساعدات الجزائرية لمناصرة الغزاويين المحاصرين في القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث عاد السفير للتذكير بأهمية مثل هذه المبادرات من طرف المجتمع المدني ليس فقط في الجزائر لفك الخناق عن سكان القطاع· وقد كان الوفد وصل القاهرة، أول أمس، حيث قام بالترتيبات الأولية لتجهيز المساعدات بالتنسيق مع أطراف الرسمية في مقدمتها لجنة الإغاثة التابعة لنقابة الأطباء المصريين الهلال الأحمر المصري· الجدير بالذكر أن جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، المنظم للقافلة قامت فور وصولها للأراضي المصرية بمراسلات ماراطونية مع جهات فلسطينية ومصرية أكثر اطلاعا على الاحتياجات الفورية والآنية، سيما فيما يتعلق بالمعدات الطبية والأدوية· وقد استقر الجميع على قائمة من المستلزمات الطبية، قامت القافلة بتوفيرها من خلال اقتناء القائمة المطلوبة من شركة توزيع الدواء المصرية· بهذا الخصوص، أكد نصر الدين شقلال، رئيس القافلة ورئيس الجمعية على أن تنسيق الخطوط العريضة تم قبل الوصول لمصر، على أن تتم بقية الترتيبات فور الوصول لمدينة العريش، على اعتبار أن بقية المساعدات من مواد غذائية سيتم اقتناؤها من هناك: ''جاء قرار اقتناء المساعدات من مصر بعد طول تشاور، حيث سعينا للإستفادة من التجارب التي سبقتنا، كان قرارنا توفير ميزانية النقل من الجزائر وشراء مايلزم الإخوة الفلسطينيين في غزة من مصر''· في سياق متصل، أكد المتحدث أن الجمعية استجابت لمطالب السلطات المصرية والامتناع عن تضمين المساعدات مجموعة من المواد الغذائية، على اعتبار أن أسعارها في السوق المصرية مدعما· من جهة أخرى، أكد الوفد الجزائي على حسن الاستقبال والتجاوب الإيجابي للسلطات المصرية، في إشارة إلى أنه ينتظر أن تتجه القافلة صباح اليوم باتجاه مدينة العريش، في آخر محطة مصرية قبل دخول غزة المحاصرة· للتذكير، فقد انضم للقافلة ثلاثة نواب من حركة مجتمع السلم، الذين رافقوا قافلة المساعدات من الجزائر بغرض بلوغ القطاع اليوم·