أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن حركته ترفض إجراء أي مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية لإعادة النظر في ملف المفاوضات مع إسرائيل. قال هنية خلال لقاء تكريم الإعلاميين في غزة “لا يمكن أن نقايض سلاح المقاومة بالإعمار ولا بغيره، وسلاح المقاومة شرعي حتى تحرير أرض فلسطين بالكامل”، معربًا عن تطلعهم لبناء علاقات استراتيجية مع الدول العربية وغير العربية وترسيم العلاقات معها وخاصة مصر. وأضاف أن مرحلة ما بعد الحرب ستتضمن تضميد جراح الشعب الفلسطيني، وإعادة الإعمار وإغاثة المواطنين، وتوفير الدعم اللازم لهم، مشددًا على أن سلاح المقاومة “خط أحمر ولا يحق لأحد المساس به”. كما جدد تأكيده على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، لافتًا إلى أن الحركة أصدرت قرارًا داخل مؤسساتها بتجنب الانزلاق وراء المناكفات الإعلامية والسياسية خاصة بعد الحرب، مطالبًا بتعزيز الوحدة والعمل على استكمال ملفات المصالحة الوطنية. وتابع هنية “من أولوياتنا ترسيخ كل شيء إيجابي خلال الحرب لما بعد الحرب، وأهمها الوحدة بين فصائل المقاومة في الميدان ومفاوضات القاهرة”. وبين أن “عباس عرض تحركًا سياسيًا، وربطنا هذا الموضوع بوثيقة الأسرى والوفاق الوطني، ونحن من حيث المبدأ لسنا ضد أي تحرك سياسي على أساس هذه الوثيقة”. وفي السياق ذاته، قال هنية “إن الموقف الأمريكي منحاز لإسرائيل، لذلك نحن بحاجة إلى بناء استراتيجية وطنية من وحي المعركة والانتصار، والتركيز على تقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية”. وشدد على ضرورة التركيز على تقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب وعدم إفلاتهم من عدالة الأرض، مجددًا مطالبته للرئيس عباس بالاستجابة للمطلب الشعبي والفصائلي لوثيقة روما ومحكمة الجنائيات الدولية. وأشاد هنية بدور الإعلام الفلسطيني في تغطية العدوان “الإسرائيلي” على غزة، مضيفًا “الإعلام لا يقل عن إدارة المعارك، وكان يسعى لتحقيق النصر قبل أن تبدأ المعركة، وهو بمثابة السيف، إما أن يكون بيدك أو على رقبتك”، “يجب أن نفضح هذا العدوان السافر بمصداقيتنا العالية، والتي كان لها الأثر الكبير على الساحة الفلسطينية وعلى الداخل “الإسرائيلي”، وعلى صناع القرار الإقليمي والدولي. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “إنّ مدينة رفح أخفت أسرارًا كثيرة في معركة العصف المأكول خلال الحرب على غزة، ويكمن الكشف عنها في الأشهر القادمة”. وأضاف في كلمته خلال جولة تفقدية للمدينة “إن معركة العصف المأكول شكلّت نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع مع الاحتلال”. وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن فقدان ضابط إسرائيلي في لواء “جفعاتي” يدعى “هدار جولدن” في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عقب توغل الجيش في المناطق الشرقية للمدينة، الأمر الذي قوبل بمقاومة عنيفة من كتائب الشهيد عز الدين القسام. وأقيمت له جنازة رسمية دون العثور على جثته، كما يقول الاحتلال.