رافع عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، مصطفى معزوزي، لفائدة ما أسماه “فتح قسمات ومحافظات جديدة من أجل انتشار الحزب في القرى والمداشر، لضمان تمثيل قوي لجميع شرائح المجتمع”. واعتبر “عهد الشكارة والمال القذر والبزنسة انتهى وأصبح من الماضي”. حضر المكلف بالتنظيم في الأفالان معزوزي، أمس، لقاء نظمته محافظة الحزب ببسكرة حول مناقشة وثيقة تعديل الدستور بقاعة الفكر، ليشرح ما وصفه ب« الأفكار الجديدة وخارطة الطريق” التي يتبناها أمين عام الحزب، عمار سعداني، حيث أكد أن “المناضلين الحقيقيين في القواعد والكفاءات المثقفة عانت من التهميش والإقصاء، حيث سيطر على الحزب، في السنوات الأخيرة، مجموعة أشخاص، ضربت عرض الحائط بالقانون الأساسي والنظام الداخلي”. وهي عبارات لا تخلو من الإشارة إلى الفترة التي قضاها عبد العزيز بلخادم على رأس الأمانة العامة (2005-2013). وقال معزوزي: “المؤسف هو تحول الشكارة والبزنسة إلى لغة تفاوض،مما تسبب في تدمير الحزب”، مشيرا إلى أن “عودة الحزب إلى الطليعة تفرض إعادة انتشاره حيث ستصبح القسمات بالآلاف في الجامعات والقرى والبلديات، ونفس الشيء بالنسبة للمحافظات”، داعيا المناضلين إلى “العودة إلى مقراتهم التي عشش فيها العنكبوت”. وتحدث عن تعليمة ستوجه للمحافظات لفتح المجال لتكوين المناضلين البالغين من العمر ما بين 14 و18 سنة، حيث سيستفيدون من التكوين السياسي في جميع مجالاته. وستمنح لهم بطاقة انخراط. وأضاف معزوزي: “عندما تكون قويا الكل يستنجد بك ويقترب منك، وعندما تضعف يلجأون لغيرك، والمخطئ من يرى أنه يحكم لوحده والجزائر تحتاج للجميع”. من جهتهم، عبر مناضلو الحزب ببلدية الراقوبة في ولاية سوق أهراس، عن استيائهم من “الموقف السلبي” لمكتب المحافظة تجاه عملية الاقتحام التي تعرض لها، قبل يومين، مقر القسمة، وتحويله إلى سكن عائلي بعد إتلاف محتوياته المكتبية وملفات المناضلين، واختفاء تجهيزات التسخين والإعلام الآلي وغيرها. وعبر مناضلو القسمة، أمس، عن شعورهم بتذمر شديد، بعد رفض أمين المحافظة الاستجابة لمطالبهم المتكررة بصيانة وترميم مقر القسمة، قبل أن يتعرض للاقتحام من طرف مواطن يقول المناضلون إنه مقرب من مسؤول محلي. من جهة أخرى، أكد ثلاثة أعضاء من مكتب المحافظة، في بيان، أن “عملية الاستيلاء على قسمة الراقوبة ما هو إلا تحصيل حاصل للوضعية التي آلت إليها هياكل القسمات وفراغها، نتيجة سياسة إقصاء المناضلين والإطارات الأوفياء، لصالح مجموعة من الانتهازيين ومستغلي الفرص في الاستحقاقات الانتخابية”. وأضاف هؤلاء أن عشرات التقارير الموجهة للقيادة المركزية حول وضعية الحزب بسوق أهراس “لم تؤخذ بعين الاعتبار، خاصة منذ وصول عمار سعداني إلى القيادة وحمله شعار إعادة الاعتبار للمناضل، والقيام بإصلاحات هيكلية عميقة”. فيما أجمع مناضلون آخرون على ضرورة التوقف عن الحديث عن محافظة أو قسمات بالولايات، بحجة أنها غير موجودة أصلا منذ 8 سنوات، مستدلين على ذلك بمقر قسمة سوق أهراس الذي حوله مناضل إلى سكن خاص بعائلته في حي بئر يوسف.