فشلت المناقصة الدولية الرابعة التي كانت الحكومة الجزائرية تعوّل عليها، في استقطاب عدد هام من الشركات البترولية الأجنبية للرفع من إنتاج المحروقات، حيث فضّلت هذه الأخيرة حضور جلسة فتح الأظرفة دون المشاركة في تقديم أي عروض، ليتم منح أربعة حقول فقط من بين 31 حقلا كانت معروضة على الأجانب للاستكشاف والتنقيب عن المحروقات التقليدية وحتى غير التقليدية. لم تشفع التعديلات الجديدة التي أقرتها الحكومة في قانون المحروقات سنة 2012، والتي تم بموجبها إدراج امتيازات جبائية جديدة، ولا إدراج حقول تتضمن الغاز الصخري في استقطاب الشركات البترولية الأجنبية، ما يؤكد إصرار هذه الأخيرة على الإبقاء على تحفظاتها المتعلقة بالشروط الموضوعة في إطار الجباية، خاصة فيما يتعلق بالرسم على الأرباح الاستثنائية. وتعود نتائج المناقصة الرابعة بجهود السلطات العمومية إلى نقطة الصفر، حيث لا تختلف عن تلك المسجلة خلال المناقصات الثلاث الأولى، والتي تم الإعلان عنها في إطار قانون المحروقات غير المعدل، والتي كان آخرها المناقصة الثالثة التي تميزت بمنح حقلين من بين العشر المطروحة في المناقصة، ما يؤكد إصرار الشركات الأجنبية على الإبقاء على تحفظاتها المتعلقة بالشروط الموضوعة في إطار الجباية ومضمون العقود. ويضاف إلى ذلك، حسب ما أجمع عليه جل الحاضرين، أمس، في جلسة العروض، تخوف الأجانب من عودة عدم الاستقرار الأمني، خاصة بعد الاعتداء الذي استهدف الموقع الغازي بتيڤنتورين في عين أمناس واغتيال الرهينة الفرنسي. ومع إبقاء الشركات الأجنبية على تحفظاتها، فإن الضغط سيبقى على عاتق سوناطراك التي تقوم حاليا بعمليات الاستكشاف على نطاق واسع، وتحقق أغلب الاكتشافات المسجلة خلال السنتين الماضيتين، ما سيشكل عبئا إضافيا على المجمع الجزائري، بالنظر إلى تكلفة عمليات الاستكشاف. وبخصوص الوضع الأمني في الجزائر، قال مسؤول الشركة النرويجية “ستاتويل”، بيورن كار فيكن، إن الإجراءات الأمنية في الجزائر “مقبولة”، مؤكدا أن التدابير المتصلة بالتدابير الأمنية تقع على عاتق السلطات الجزائرية. وفاز بالحقول الأربعة المعروضة في المناقصة كل من المجمع المتكون من الشركة الدولية “شال” والنرويجية “ستاتويل”، الذي قدم عرضا خاصا بالتنقيب في الحقل النفطي “تيميسيت” المتواجد بإليزي، والمجمع شال ريبسول الإسبانية بالحقل المتواجد ببوغزول والذي نافسه عليه فرع “ايني” الإيطالي بالجزائر. أما الحقل الثالث والرابع فعادا على التوالي إلى المجمع الإيطالي الإماراتي اينال - دراغون اويل الإماراتي الذي قدم عرضين يخصان الحقل الغازي “مصاري أكابلي” والنفطي “تينرهارت”. وفي كلمته الاختتامية، اعتبر رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، بطاطا سيد علي، النتائج المسجلة خلال المناقصة الرابعة “مقبولة”، مضيفا أنه ستتم دراستها بهدف إعادة تثمين جيد للموارد النفطية الجزائرية. ولم يستبعد المسؤول ذاته إعادة إطلاق مناقصة أخرى دون تحديد تاريخها، مؤكدا بأن ذلك يبقى من المهام الأساسية لوكالة “ألنافط”.