فاجأ عدد المشاركين في المناقصة الدولية الرابعة للتنقيب واستغلال الحقول النفطية بالجزائر توقعات السلطات الجزائرية التي كانت تنتظر أن يكون عدد الشركات البترولية الدولية محتشما، بعد أن ضربت حادثة تيڤنتورين بظلالها وأرعبت جميع الدول، خاصة بعد انسحاب الشركات الأجنبية الناشطة في الموقع الغازي المتواجد بأكبر الحقول الغازية بعين أمناس. وأكدت مصادر حكومية في تصريح ل“الخبر” أن أكثر من 50 شركة بترولية دولية ستكون ممثلة خلال الملتقى الذي سيخصص اليوم بإقامة جنان الميثاق لتقديم وعرض المعطيات التقنية الخاصة ب31 حقلا نفطيا، والتي أعلنت وكالة تثمين موارد المحروقات “ألنافط” عن دخولها سباق المناقصة الدولية الرابعة، المناقصة التي تعول الحكومة عليها كثيرا لاستدراك ما خسرته من مداخيل في العملة الصعبة بعد تراجع وتيرة إنتاج الحقول المستغلة، خاصة منها تلك التي تنتج حتى قبل الاستقلال مثل حقل حاسي مسعود. في نفس الإطار، قالت ذات المصادر إن شركات من مختلف الجنسيات ستحضر لقاء اليوم، منها الأمريكية وحتى البريطانية أهمها بريتيش بيتروليوم التي انسحبت ونظيرتها النرويجية ستاتويل من موقع تيڤنتورين. وحسب نفس المصادر، فإن حوالي 150 مشارك سيحضرون لتمثيل أكثر من 50 شركة دولية تنشط في قطاع النفط، ستتقصى عن المعلومات التقنية الخاصة بالحقول المعروضة في المناقصة الدولية الرابعة، والتي تأخر الإفراج عنها لأكثر من سنة تخوفا من فشلها في استقطاب عدد هام من المستثمرين الأجانب، خاصة بعد الاعتداء على موقع تيقنتورين وتدهور الاستقرار الأمني. على صعيد آخر، أشارت ذات المصادر إلى أن الفصل في نجاح أو فشل المناقصة الرابعة في إعادة بعث الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة بالجزائر سيتحدد يوم الإعلان عن عدد المشاركين في المناقصة، والمحدد من طرف وكالة “ألنافط” شهر أوت المقبل. للتذكير، فإن الفائزين بصفقات استغلال حقول جديدة من الشركات البترولية الأجنبية في إطار المناقصة الدولية الرابعة للتنقيب، سيستفيدون من مزايا جبائية هامة بعد استحداث تعديلات على قانون المحروقات تمت المصادقة عليها بداية السنة الماضية.