تجمع المعتصمون الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، منذ الساعات الأولى من نهار أمس، رافعين شعارات منددة بوضعيتهم، وقالت في هذا الإطار مفتشة شرطة مفصولة، “ب.فتيحة”، ل”الخبر”، إن أغلب المحتجين هنا تم فصلهم “بشكل تعسفي”، عارضة حالتها عندما قالت إنه تم توقيفها عن العمل دون سابق إنذار ودون أن تمر على لجنة الانضباط للدفاع عن نفسها، لتجد نفسها تبيع التبغ والحلويات لتعيل نفسها. وقال المحتجون إن اعتصامهم أمس هو رسالة إلى زملائهم الذين من المنتظر أن يقابلوا اليوم الوزير الأول وإطارات في الدولة لبحث مطالب الشرطة المرفوعة مؤخرا، لتبيان أنهم يتضامنون مع أفراد من الوحدات الجمهورية الذين خرجوا إلى الشارع نهاية الأسبوع الماضي، لأن قضيتهم مرتبطة عضويا مع مطالبهم طالما أنهما يتشاركان في عامل التعسف الإداري بجميع أشكاله. ونبه المعتصمون أيضا باحتمال تعرض بعض أفراد الشرطة الغاضبين إلى نفس مصيرهم، في ظل غياب هيئة تحميهم، مضيفين أنهم قضوا سنوات شبابهم في الخدمة، قبل أن يتم التخلي عنهم ببساطة. وأضاف محدثونا أن “رئيس ديوان وزير الداخلية استقبلهم في ديسمبر 2013 ووعدهم بإعادة إدماجهم، إلا أنه لم يف بذلك”. وحاول أعوان الأمن تفريق المحتجين وإبعادهم عن مقر المديرية، إلا أن الأخيرين رفضوا ذلك، قبل أن يتم إركابهم عنوة في سيارة شرطة مدرعة والتوجه بهم إلى محطة السفر البرية بالخروبة، ودفعهم على العودة الى ولاياتهم، لكنهم أصروا على العودة إلى الاعتصام مجددا.