اعتبرت الهيئة القارية موقف بلاتيني أنه تدخل في شؤونها، عندما تضامن مع المغرب بمناسبة تصريحه لقناة “بي.ين.سبور”، بقوله إنه يؤيد تأجيل تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015، كما قال إنه يقدر أن صحة الناس يجب أن تحظى بأولوية، في إشارة إلى فيروس إيبولا الذي وظفه المغرب لطلب التأجيل. وأضافت الكاف في البيان نفسه، أنها تتمسك بسيادتها وأنها لن تسمح لأي أحد بالتدخل في شؤونها. وجاء في تعليقات الهيئة القارية أنه بخلاف البلدان الثلاثة، التي يمسها فيروس إيبولا، ويتعلق الأمر بكل من غينيا وسيراليون وليبيريا، فإنه لا توجد أي مخاطر في البلدان الأخرى، ويقصد البيان المغرب، الذي يبرر طلب تأجيله لتنظيم الحدث بتخوفه من انتشار وباء إيبولا عند استضافته للموعد الإفريقي القادم في موعده. ورغم إلحاح المغرب على تمسكه بالتنظيم وأيضا بالتأجيل، إلا أن الكاف يبدو أنها لا تريد التعامل مع اقتراحات المغرب، وتتجه نحو سحب التنظيم من المغرب لمنحه إلى نيجيريا، التي وافقت على استضافة الدورة، وتجاهلت تمسك المغرب بما تصفه بحقه في التنظيم. وتبدو فرص نيجيريا في استخلاف المغرب في تنظيم الدورة في آجالها، كبيرة، خاصة بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو نيجيريا، التي تعد البلد الأكثر كثافة سكانية في إفريقيا، من وباء إيبولا. وبالموازاة مع تخوف البلدان الأخرى من المجازفة بتنظيم الدورة، بدلا من المغرب لأسباب متعددة، أبرزها التخوف من داء إيبولا وضيق الوقت، تبدو نيجيريا البلد الوحيد الذي وافق رسميا على طلب الكاف، وتعد نيجيريا واحدة من البلدان الكبيرة التي تمارس فيها الكرة على نطاق واسع وتتمتع بقدرات كبيرة. وسبق لنيجيريا التي تتجاهل احتمال تعرض علاقتها إلى الإساءة مع المغرب، أن نظمت المنافسة الإفريقية، برغم أن الوضع فيها غير مستقر سياسيا، بسبب هجمات ما يعرف بحركة “بوكو حرام”. ودون أن يدخل في جدل مع البلدان التي عبرت عن استعدادها لاحتضان الدورة، أكد وزير الشباب والرياضة، المغربي محمد أوزين، مجددا، أن المغرب لا يزال ملتزما بتنظيم كأس أمم إفريقيا 2015 ولم يتخل عن تنظيم هذه التظاهرة، بل طلب التأجيل فقط لوجود أسباب واضحة. وقال أوزين، في معرض رده على سؤال شفوي في مجلس المستشارين حول “استعدادات المغرب لتنظيم كأس العالم للأندية وكأس إفريقيا للأمم” تقدم به الفريق الحركي، إن المغرب على “أتم الاستعداد تقنيا ولوجيستيكيا لتنظيم كأس إفريقيا للأمم” وأن الفريق المغربي جاهز لتمثيل المغرب أحسن تمثيل، إلا أن المسؤول المغربي أردف قائلا إن “صحة المواطنين المغاربة هي أكبر رأسمال، لذلك لا يمكن المجازفة بها”، مثلما نقلت تقارير صحفية محلية. وأشار الوزير إلى أنه تم الاتفاق على عقد لقاء مع الهيئات المسؤولة في الكونفيدرالية الإفريقية لإيجاد حلول وبدائل بشأن تنظيم كأس أمم إفريقيا. مصر تدخل على خط التنظيم رغم متاعبها الأمنية كشف وزير الشباب والرياضة المصري، خالد عبد العزيز، أن بلاده قادرة على استضافة كأس أمم إفريقيا 2015، لكنه اشترط فقط موافقة وزير الصحة بعد جدل دام وقتا طويلا حول طموحات “الفراعنة” في استخلاف المملكة المغربية. وقال عبد العزيز لصحيفة “الأخبار”، أمس: “أؤكد أن القرار الأول والأخير في تنظيم دورة 2015 بمصر في يد وزارة الصحة ولا يمكن أن نتكلم مع وزير الداخلية أو حتى رئيس الوزراء”. ويبدو أن الوزير المصري تجاهل الوضع الأمني الهش الذي تعاني منه مصر، بدليل أن المقابلات المحلية تجرى في غياب الأنصار لأسباب أمنية. ومع ذلك، بدا الوزير متفائلا وقال “الأمن ليس هاجسا، فلا داعي للقلق ومن الممكن أن تلعب مجموعة في أسوان في حضور الجماهير، ومجموعة أخرى بملعب برج العرب (على مشارف الإسكندرية)، ومجموعة ثالثة بملعب السويس، وحينها أستطيع تأمين مجموعة القاهرة والتصدي لأي محاولات غير طبيعية”. الفيفا تهدد المملكة بسحب تنظيم المونديال منها ولم يستبعد رئيس اللجنة الطبية في الاتحادية الدولية لكرة القدم ميشال دهوج إمكانية تعويض البرازيل للمغرب في تنظيم نهائيات كأس العالم للأندية، المقرر انطلاقها يوم 10 ديسمبر المقبل، حسب تصريحاته للصحافة الأجنبية نقلها موقع ‘'البطولة'' المغربي. ووفقا للمصدر ذاته، فقد أعلن ميشيل دهوج عن عقد اجتماع قريب بين اللجنة الطبية في الفيفا وأعضاء من منظمة الصحة العالمية، لمناقشة فرص دخول وباء “الإيبولا” إلى المغرب خلال الأسابيع المقبلة، وفرضية وصول العدوى للمملكة رغم الاحتياطات التي تتخذها وزارة الصحة المغربية. وأضاف رئيس اللجنة الطبية في ‘'الفيفا'' قائلا: “لدي اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية لمعرفة خطورة إقامة تظاهرات عالمية على صحة الرياضيين، خاصة في الدول المرشحة لاحتضانها، كما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب الذي سيحتضن مونديال الأندية، والاجتماع المرتقب سيحسم في الأمر بشكل نهائي”.