سيمنح انسحاب المغرب من تنظيم الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا 2015، فرصا إضافية لاستضافة الجزائر دورة 2017، في حال استجابة الهيئة القارية لطلب المملكة المغربية، لأن وقتها سيسقط المبرر الجغرافي من قائمة مقاييس الكونفيدرالية الإفريقية في اختيار البلدان لتنظيم دورات في كأس أمم إفريقيا. إذا استبعدنا احتمال مخاطرة الجزائر بطلب استضافة الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا 2015، بدلا من الجار المغرب، لنفس السبب الذي برر به المغرب طلبه بالانسحاب من التنظيم، ويتعلق الأمر بانتشار فيروس إيبولا، وأيضا ضيق الوقت، الذي سيدخل الجزائر في حالة طوارئ للتحضير للموعد القاري القادم، خاصة وأن وزير الرياضة، محمد تهمي، أعطى مؤشرا عن درجة استعدادات الجزائر، عندما استبعد طلب تنظيم دورة 2017، بسبب ضيق الوقت، قبل أن تضطر السلطات العمومية إلى طلب استضافتها بعد صدمة إخفاق الجزائر في الفوز بتنظيم إحدى دورتي 2019 و2021. وتعتمد الهيئة القارية، إن استثنينا عاملي الكواليس وتأثيرات أصحاب النفوذ والقرار، عدة عوامل في اختيار البلدان لاحتضان دورات في كأس أمم إفريقيا، ورغم أن الكاف تعتمد الضبابية في تحديد المقاييس، إلا أن الواضح، من الناحية النظرية، أن الهيئة القارية، تعتمد المعايير التي ترتبط بالموقع الجغرافي للبلدان المرشحة والمرافق ووسائل الاتصال والنقل والأمن واللغة المستعملة في البلدان المرشحة، إلى جانب حجم الضمانات التي تحصل عليها من الحكومات، وبناء على ذلك، لن يكون بإمكان الكاف أن تشعر بالإحراج حيال رغبة الجزائر في احتضان دورة 2017، ما دام أن الجار المغرب يستعد للانسحاب من تنظيم دورة 2015، بما أن الهيئة القارية تحترم التوازن الجغرافي في منح التنظيم، حيث تقدر أنه يصعب عليها تكليف بلدين مجاورين بتنظيم دورتين متتاليتين، ما يرجح أن تكون إشارة قوية للسلطات العمومية لإعادة بعث ملف ترشح الجزائر، بعد الأخبار التي تحدثت عن إمكانية انسحاب الجزائر من السباق، بسبب قوة المنافسة وخلاف رئيس الفاف، محمد روراوة مع رئيس الكاف عيسى حياتو. الوزير المغربي يتحدى حياتو ولا يمانع التخلي عن التنظيم دافع وزير الشباب والرياضة المغربي، أوزين عن طلب المملكة تأجيل دورة 2015، مشيرا إلى أنه لم يكن اعتباطيا، وإنما جاء بناء على تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن وباء إيبولا، الذي ينتقل بسرعة البرق، في التجمعات الكبيرة، وهي التجمعات التي سيعرفها العرس القاري للأنصار الأفارقة في المغرب، في حال أنه استضاف الدورة. وقال الوزير، لقناة “سكاي نيوز”، إنه نظراً لأنها لعبة جماهيرية، فقد حذرت منظمة الصحة من هذه التجمعات وأوصت بضرورة تفاديها قدر الإمكان، وأن “كل هذه المعطيات دفعتنا إلى تقديم طلب تأجيل الدورة، لأننا نعتبر أن الصحة الإفريقية تأتي فوق كل اعتبار”. وأشار إلى أن “المغرب لا يريد تحويل العرس الإفريقي الكروي إلى مكان لتفشي هذا المرض”، مشدداً على أن “التأجيل جاء بقرار من وزارة الصحة، وهو قرار سيادي”. وأوضح أن الأندية الأوروبية لن تسمح للاعبين الأفارقة بالمشاركة في الكأس القارية، خشية على اللاعبين من الإصابة بالمرض، كما أشار إلى أن “حضور الجماهير شرط أساسي لإنجاح هذه التظاهرة”، وتوقع أن يكون الحضور “دون المتوقع” بسبب الخوف من المرض. وفي نفس السياق، أكد الوزير المغربى أن الحكومة المغربية لا تمانع نقل التنظيم من المغرب إلى أي دولة إفريقية أخرى. من جهته، قرر الكاميروني، رئيس الكاف عيسى حياتو زيارة المغرب يوم 3 نوفمبر المقبل، للقاء المسؤولين بالاتحاد المغربي، لمناقشة طلب المغرب بتأجيل كأس الأمم الإفريقية 2015، وهو الطلب الذي رفضته الهيئة القارية مبدئيا، ما سمّم العلاقة بين الكاف والاتحادية المغربية.