حققت قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر تقدما محسوسا في مدينة بنغازي، عاصمة الشرق الليبي، والواقعة تحت سيطرة مجلس ثوار بنغازي، وأكد ضباط موالون لحفتر أنهم يحاصرون المدينة من كل الجوانب، بل سيطروا على جميع مخارجها، كما سيطروا على بعض الأحياء الغربية في قاريونس، والشرقية في الكويفة، لكن كتيبة 17 فبراير المنضوية تحت لواء مجلس ثوار بنغازي أكدت أنها كبدت رجال حفتر خسائر بشرية ومادية كبيرة أثناء تقدمهم من المدخل الجنوبي للمدينة، ما أدى إلى انسحابهم لمواقعهم الخلفية في بنينا. قتال شرس يجري بشكل متقطع في بنغازي، ورغم شح المعلومات عن المعارك في بنغازي وتضاربها، إلا أن المؤكد أن قوات حفتر المتحالفة مع مجلس النواب وحكومة الثني في طبرق تمكنت من دخول بعض الأحياء والشوارع على أطراف بنغازي، بعد أن كانت في وضعية دفاع في مركزها الرئيسي في مطار بنينا الدولي وقاعدته الجوية ومنطقة الرجمة جنوبي بنغازي. واستطاعت قوات حفتر إرباك القوات الموالية للمؤتمر الوطني العام وقيادة الأركان بقيادة الجنرال عبد السلام جاد الله، وخاصة درع ليبيا وكتيبة 17 فبراير وكتيبة راف الله سحاتي من خلال الاستعانة بميليشيات “الصحوات”، وهم مدنيون مسلحون في بنغازي، استطاعوا ضرب قوات مجلس شورى ثوار بنغازي في الظهر في الوقت الذي كانت الأخيرة منشغلة بقتال قوات حفتر في مطار بنينا. واتهم مجلس ثوار بنغازي قوات حفتر بالاعتداء على منازل “الثوار” وحرقها وقتل من فيها من الرجال واغتصاب النساء، متوعدا إياهم بالانتقام، في حين صرح متحدث باسم حفتر بأنهم سيطروا على 80 بالمئة من مدينة بنغازي، حيث تمكنوا من السيطرة على شوارع شرق وغرب وجنوب بنغازي، وتحدثت تقارير إعلامية عن وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة. وأدت عملية “تحرير بنغازي” التي أطلقها حفتر إلى مقتل 121 شخص، في الوقت الذي يحتفل فيه اليبيون سواء في طرابلس أو طبرق بانتصار “ثورتهم” في ذكرى مقتل معمر القذافي.