تضاربت الأنباء حول سيطرة الجيش الليبي المدعوم بمسلحين تابعين للواء المتقاعد خليفة حفتر على مقر كتيبة ميليشيا 17 فبراير الإسلامية، وذلك بعد معارك ضارية يوم الجمعة بين الجيش والميليشيات الإسلامية. تقدمت وحدات من الجيش النظامي الليبي، معززة بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر الجمعة، إلى تخوم مدينة بنغازي (شرق) ومعسكر مليشيا 17 فبراير الإسلامية، بحسب مسؤولين عسكريين، فيما تضاربت الأنباء حول السيطرة عليها، في الوقت الذي لقي 7 أشخاص حتفهم في تواصل أعمال العنف. وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري إن "الجيش تقدم باتجاه مقر كتيبة 17 فبراير الإسلامية ودخلها". وأضاف أن "الجيش يقوم بعملية تمشيط واسعة للمعسكر والمنطقة المحيطة به"، فيما نفى مصدر في كتيبة 17 فبراير أي سيطرة للجيش على مقر الكتيبة. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "وحدات من الجيش معززة بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر تقدمت الجمعة نحو مقر الكتيبة ووقعوا في كمين نصبه لهم الثوار" في إشارة إلى مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي الذي يجمع المقاتلين الإسلاميين المناهضين لحفتر. لكن اللواء 204 دبابات التابع للجيش بث عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) مساء اليوم فيديو لآمر اللواء العقيد المهدي البرغثي ومعه عدد من المقاتلين أمام البوابة الرئيسية لمقر كتيبة شهداء 17 فبراير يعلن فيه السيطرة على المعسكر الواقع على المدخل الغربي لمدينة بنغازي مقابل جامعة المدينة. ويشارك مدنيون مسلحون إلى جانب قوات حفتر في الهجوم الجديد لاستعادة بنغازي التي سقطت في يوليو/تموز الماضي بأيدي ميليشيات إسلامية بينها جماعة أنصار الشريعة المتشددة. ويتمركز الجيش عند تخوم بنغازي الشرقية والجنوبية والغربية لكنه يتخذ من مرتفعات بنينا حيث مطار بنغازي والرجمة الواقعتين في الضاحية الجنوبية الشرقية للمدينة مركزا للقيادة حيث غرفة العمليات الرئيسة لعملية الكرامة، بعد خسارته لعدة مواقع هامة في المدينة خلال المعارك مع الإسلاميين. ومنذ الأربعاء قبل الماضي تخوض الكتيبة 21 واللواء 204 دبابات اشتباكات طاحنة وحرب شوارع مع مجلس شورى ثوار بنغازي خصوصا في كتيبة شهداء 17 فبراير. وهاتان الوحدتان العسكريتان هما ما تبقى من وحدات عسكرية في بنغازي بعد هجوم حفتر الأول، وتشاركان في الهجوم الثاني ضد الإسلاميين في مناطق غرب بنغازي ومدخلها الغربي. وجراء معارك اليوم وأعمال عنف متفرقة في المدينة سقط 7 قتلى على الأقل بينهم عسكريون تابعون للواء 204 دبابات، وآخرين سقطوا في الاشتباكات في محيط معسكر 17 فبراير إضافة إلى قتلى الرصاص العشوائي والقتل خارج إطار القانون. وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إنهم "تلقوا اليوم جثثا لسبعة قتلى سقطوا جراء الاشتباكات وأعمال العنف المتفرقة التي تشهدها المدينة". والخميس نفذت وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين للواء حفتر عمليات دهم واسعة استهدفت منازل وممتلكات عدد من قادة الإسلاميين في مجلس شورى ثوار مدينة بنغازي. وقتل الخميس 30 شخصا في مواجهات وأعمال عنف متفرقة في بنغازي ما يرفع حصيلة الضحايا في هذه المدينة منذ نحو أسبوع إلى 157 قتيلا على الأقل.