تتنافس 1300 قائمة انتخابية حزبية ومستقلة، بنمط النسبية، ويشارك فيها 5,3 مليون ناخب، موزعين على 33 دائرة انتخابية في داخل وخارج البلاد. ويقول زعيم “نداء تونس”، الباجي قايد السبسي، إنه واثق من فوز حزبه بالمرتبة الأولى، وفق ما أفرزته عملية استطلاع الرأي. وبناء على ذلك، استبعد تشكيل ائتلاف مع حركة النهضة. غير أنه نفى رغبته في الحكم بمفرده في حال ما إذا فاز بالأغلبية، معلنا عن تحالفات قد تأتي، وفق ما تسطره نتائج الفرز بعد غد. كما استبعد السبسي تأثير الأحداث الأمنية الأخيرة، في العاصمة تونس، على مجرى الانتخابات. من جهتها، لم تدخل حركة النهضة، الفائزة في الانتخابات السابقة، في جدل التكهنات. وقد حمّل رئيس الحركة، راشد الغنوشي، النظام السابق ظاهرة الإرهاب بعد الثورة، معتبرا أن “الثورة نجحت” في تونس، في حفل ضخم نشطه في اختتام الحملة الانتخابية. حيث قال: “هذه لحظة تاريخية... وثورتنا نجحت... والدليل على ذلك أن شمعة تونس هي الوحيدة التي مازالت تضيء هذا الليل الحالك في الربيع العربي، ولحركة النهضة دور عظيم في حماية الثورة”. من جهته، قال رئيس البرلمان المنتهية ولايته، مصطفى بن جعفر، إن “الترويكا” (التحالف الثلاثي السابق) أنجحت المسار الانتقالي في تونس. وأكد أن حزب التكتل، الذي يرأسه، ساهم في “إنقاذ البلاد من تكرار السيناريو المصري”. واعتبر بن جعفر أن المجلس التأسيسي نجح، خلال ثلاث سنوات، في وضع دستور “الجمهورية الثانية” والمصادقة على عدد كبير من القرارات، منها قانون الانتخابات، وأن المجلس (البرلمان) شكل “تجربة فريدة من نوعها في تاريخ تونس”. بينما قال الوزير الأول، مهدي جمعة، أن الانتخابات التشريعية “تحمل الأمل” لكل العالم العربي، بالرغم من التهديدات الأمنية. وأضاف أن “هؤلاء” (المتطرفين) يراهنون على إجهاض التجربة الديمقراطية في تونس وفي كل المنطقة. فيما أكد وزير الداخلية، لطفي بن جدو، التنسيق الأمني مع الجزائر لصد تلك المحاولات الرامية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. ويقبض التونسيون وجيرانهم في المنطقة أنفاسهم، في انتظار ما ستفرزه العملية الانتخابية الرائدة في تونس.