بدأت الحملة الانتخابية الرئاسية في تونس، تأخذ منعطفا حاسما في أسبوعها الأخير، قبل توجه الناخبين لاختيار رئيس تونس الجديد وذلك الأحد القادم، 23 نوفمبر. ويجمع المتابعون على أن أجواء الحملة أصبحت تتسم بتصاعد وتيرة الاستقطاب خاصة بين المرشحين البارزين، وهما المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي. وفي تصريح خاص قال المحلل السياسي عادل الشاوش، إنه ومن خلال الخطاب الانتخابي لكلا المترشحين، نلاحظ اختيارهم الخطاب المباشر، عبر التوجه بشكل مباشر للناخبين عامة، أو للمخزون أو الرصيد الانتخابي لكل مرشح. ويضيف الشاوش إن ذلك يحصل على خلاف بقية المترشحين ال 25، الذين لا يستبعد أن يضيعوا في زحام هذا الاستقطاب الثنائي، وبالتالي يحصل لهم ما حصل لعدد كبير من الأحزاب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي كانت ضحية ما يسمى ب التصويت المفيد ، الذي فرضه الاستقطاب بين النهضة الإسلامية وحزب نداء تونس . من جهة أخرى، أكد أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية والباحث في الشأن السياسي عبد اللطيف الحناشي أن خطاب الحملة الانتخابية لبعض المترشحين لرئاسة الجمهورية يتضمّن الكثير من التشنّج والحدة والعنف اللفظي وهو ما ينعكس سلبيا على المسار العام لهذه الممارسة الديمقراطية التعددية الاولى في تاريخ تونس . وعبر الحناشي عن تخوفه من أن يتطور الأمر إلى احتقان سياسي حادّ قد يصل إلى درجة أعلى كلما اقتربنا من موعد الانتخابات أو بعدها . *استطلاعات الرأي الأولية وتعطي جل استطلاعات الرأي الأولية لزعيم نداء تونس الباجي قائد السبسي للفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، وترجّح أن يكون ذلك بعد اللجوء إلى دورة ثانية. وهو ما أكده القيادي في نداء تونس الأزهر العكرمي ل العربية.نت ، الذي شدد على أن دعم قواعد النهضة وإطاراتها الوسطى للمرزوقي سينجر عنه حصول دورة ثانية سيفوز بها السبسي . ورغم إعلان حركة النهضة وقوفها على نفس المسافة من كافة المترشحين ال 27 للرئاسة، فإن قواعد حركة النهضة الإسلامية وأنصارها يدعمون بل يساندون بقوة المرشح منصف المرزوقي، الذي يرون أنه يعبر عن روح الثورة . هذا الموقف، وإن كان مختلفا عن الموقف الرسمي للحركة، إلا أنه لا يستبعد أن يتسع قبل موعد الانتخاب ليشمل القيادة أيضا. وهو ما أكده ل العربية.نت قيادي كبير في النهضة عرف بعدم تحمسه العلني لدعم المرزوقي- بأن بعض المواقف الاستئصالية لبعض رموز اليسار في النداء ستجعل الغنوشي يصوّت للمرزوقي علانية على حد تعبيره. * اختيارات حزب النهضة وفي هذا السياق، يعتبر المحلل السياسي عادل الشاوش، أنه و أيا كانت اختيارات النهضويين الانتخابية في الرئاسية، فإنه لا يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات، التي تشير كل التقديرات الى أنها ستكون لصالح السبسي . وأعلن حزب أفاق تونس - صاحب رابع كتلة انتخابية في البرلمان الجديد - عن دعمه لمرشح نداء تونس للانتخابات الرئاسية الباجي قايد السبسي. وعبر الحزب في بيان له أنه يعتبر أن السيد الباجي قائد السبسي هو أفضل مرشح لرئاسة الجمهورية في هذا الظرف الدقيق لتجاوز صعوبات ومخاطر المرحلة المقبلة في بلادنا .