"رواد الأعمال الشباب, رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    الجزائر العاصمة: دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    فترة التسجيلات لامتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق يوم الثلاثاء المقبل    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    أشغال عمومية: إمضاء خمس مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    قرعة استثنائية للحج    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال داود ولينا عطاء الله يستلمان جائزة عمر أورتيلان الدولية في حفل كبير
الطبعة 15 ببصمة جزائرية مصرية
نشر في الخبر يوم 26 - 10 - 2014

جمعت “الخبر”، جريدة كل الجزائريين، ضيوفها من إعلاميين وسياسيين ووزراء سابقين، على منبر الكلمة الحرة في سهرة كانت أكثر من مميزة في فندق الأوراسي، وبقاعة شاء القدر أن تحمل اسم “المواقف”، لتحاكي صمود “الخبر”، منبر المستضعفين وثباتها على مواقفها في الدفاع عن مبادئها ضد كل محاولات وأد الديمقراطية والقلم الحر في الجزائر. استهلت السهرة بكلمة الأمينة العامة للجائزة، أرملة الراحل زكية أورتيلان، التي اعتبرت الحدث، بمثابة “مناسبة لتجديد العهد مع (بوجمعة)، الاسم الصحفي للراحل، وتخليد ذكراه وذكرى كل من فقدناهم من أصحاب الكلمة الحرة والمدافعين عن حرية الصحافة”.
وكانت المناسبة فرصة للانحاء احتراما لمسيرة أحد أعمدة المهنة، الصحفي زبير سويسي، كأحد مؤسسي الصحافة المستقلة في الجزائر والدفاع عن الحريات الإعلامية، ومن أبرز المدافعين عن أخلاقيات المهنة، من خلال تجربة رئاسته المجلس الأعلى لأخلاقيات المهنة، وأجمل ما كان في التكريم، رمزيته في استلامه من يدي المجاهدة الرمز لويزة إغيل أحريز.
وتابع الحضور عرض “بورتريه” مصور للأستاذ سويسي، من إعداد طاقم قناة “كا.بي.سي”، استعرض مسيرة الرجل الذي لم تأت السنوات على عزمه وثباته على مواقفه وكذا عشقه لمهنة المتاعب. واستلم سويسي التكريم من يدي المجاهدة الرمز. وتواصل الحفل على أنغام فرقة البشطارزية من القليعة التي أمتعت الحضور بوصلات من موسيقى الأندلسي الحالمة، قبل أن يحين موعد تكريم نجمي السهرة، المتوجين بجائزة عمر أورتيلان الدولية في طبعتها الخامسة عشرة، الصحفية المصرية لينا عطاء الله والكاتب الصحفي الجزائري كمال داود. وبعد عرض بورتريه مصور لمسيرة المتوجين، اعتلت المنصة لينا عطاء الله، لتستلم جائزتها من يدي المدير العام لقناة “كا.بي.سي”، السيد علي جري، وهي الصحفية التي أثبتت شجاعتها في الدفاع عن الحريات الصحفية في بلادها، في فترة عصيبة تمر بها مصر، تتميز بالكثير من التحديات والتضييق. وبدت القادمة من أم الدنيا في قمة الفخر أن تكون أول مصرية تفتك الجائزة التي صنعت لها اسما مرموقا في الساحة الإعلامية العربية، “خاصة وأنها ترمز لمناضل وقّع اسمه بالدم في قائمة شهداء المهنة”. كما بدا الكاتب الصحفي كمال داود متأثرا وهو يستلم جائزته في بلاده ومن زملاء المهنة، بعد أن افتك سابقا أكثر من جائزة دولية “لكن عندما يأتي التكريم من بلدك فهذا له رمزية كبيرة”، مثلما قال. ومع وجبة العشاء، فسح المجال لأنغام زمن الوصل الأندلسي، حيث استمتع الحضور بلحظات موسيقية مهربة من الزمن الجميل، في سفرة روحية قادها أعضاء فرقة “البشطارزية” ليختتم الحفل بتقطيع الكعكة، ليفترق الحضور ضاربين موعدا في الطبعة المقبلة من الجائزة.
الصحفي زبير سويسي، عضو لجنة تحكيم الجائزة
“الجائزة مرصعة بقيمة فكرية لأنها اعتراف من الأسرة الإعلامية”
قال الصحفي القدير زبير سويسي، الذي حظي بتكريم خاص في الطبعة 15، إن الجائزة مُرصّعة بقيمة فكرية كبيرة، تجعل من الفائز بها يبرم عقدا معنويا مع الكلمة الحرة وحرية الرأي والتعبير، “فنحن في الجزائر كان لدينا مشكل كبير مع هذه الحرية التي لا يجب التراجع عنها”. وعاد سويسي إلى أيام اشتغاله في الميدان، مبديا رضاه عن اختياره لمهنة المتاعب و«الموت”، واصفا وضعية الصحافة الخاصة آنذاك، بعد وضع الملعقة جانبا وتوقف عن تناول وجبة العشاء، أن الإعلاميين كانوا محاصرين بين فكي مفك، أولهما ضغوط النظام السياسي وثانيهما الجماعات المسلحة.
وتوجه المتحدث لإعلاميي الجيل الحالي، بالنصح والحرص على التكوين والمهنية والدفاع عن حرية التعبير والالتزام بالنزاهة، موضحا أن المعركة مازالت مستمرة. ويركز عضو لجنة تحكيم الجائزة، على الشق المعنوي للجائزة بدل المادي، قائلا “إنها بمثابة اعتراف ليس من النقاد أو من الهيئات الدولية المتابعة والداعمة لمهنية وحرية الصحافة وأخلاقياتها، بل من مؤسسة صحفية عريقة، أنشأت هذه الجائزة لتشجيع الصحفيين النزهاء والذين أبدوا تفانيا وحققوا أمانا للكثير من المستضعفين أبدعوا في كتاباتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، الرأي وقيم ومبادئ الديمقراطية، كما منحوا حياتهم للمهنة، فيما منحت هي لهم الشرف”. وتتشكل معالم قيمة الجائزة، حسب سويسي، في أنها تأتي من طاقم تحكيمي ينتمي إلى الأسرة الإعلامية، ما قصد به اعترافا من الأقلام الزميلة له معان أكثر من الاعتراف من جهات خارج دائرة الصحافة.
محمد الفاتح خوخي.. يواصل اقتفاء أثر أورتيلان
في رمزية لتواصل الأجيال في درب مهنة المتاعب، شاء القدر أن يقدم حفل جائزة عمر أورتيلان، صحفي وقع خطواته الأولى في عالم الصحافة عبر اقتفاء أثر مسيرة شهيد الكلمة عمر أورتيلان، وهو الزميل في قناة “كا.بي.سي” محمد الفاتح خوخي.
وكان محمد الفاتح، وهو بعد طالب في معهد الإعلام قبل ثلاث سنوات، قد اختار مسيرة عمر أورتيلان موضوعا لمذكرة تخرجه، حيث أعد شريطا وثائقيا مصورا عاد فيه إلى شخصية الراحل من مسقط رأسه إلى وفاته على طريقة المحترفين، فكانت المذكرة جواز سفره للالتحاق بقاعة تحرير “الخبر” وبعدها قناة “كا.بي.سي” بعد أن أتبث جدارته في السير على مبادئ عمر أورتيلان.
أصداء
قال الصحفي القدير زبير سويسي إن مهنة المتاعب تسري في دمه مسرى الدم، فكانت وصيته لابنه أن يكتب بأنه صحفي على قبره بعد وفاته.
اعتذرت الصحفية المصرية المتوجة، لينا عطاء الله، من الحضور لحديثها باللهجة المصرية التي اعتقدت أنها لن تكون مفهومة بالنسبة إليهم، غير أن الضيوف اعتبروها مزحة، لأن الدراما المصرية لم تترك لهم خيارا.
ذرفت المجاهدة إغيل أحريز الدموع أكثر من مرة وهي تتابع الحفل، لكنها اعتبرتها دموع فرحة وهي تقف على إنجازات الجيل الجديد، وثباتهم على مبادئ شهداء الوطن، في طرق أبواب الحرية رغم المضايقات والصعوبات.
كان الحفل مناسبة للقاء أهل المهنة وكذا مسؤولين ووزراء سابقين، وكان الحديث عن المضايقات التي تتعرض لها “الخبر” عبر منع الإشهار عنها، الأكثر ترددا بين الضيوف.
تصادف أن تستلم الجائزة صحفية مصرية يعيش بلدها وضعا سياسيا وأمنيا ضبابيا مشابها للظروف التي مرت بها الجزائر في التسعينات، وكلفت رئيس تحرير “الخبر” الأسبق عمر أورتيلان حياته ثمنا.
لم يجد الصحفي زبير سويسي، فائز سابق بالجائزة وعضو لجنة تحكيمها، أثناء كلمة له بالحفل، سوى القول إنه لا يتقن الكلام والخطابات عبر مكبرات الصوت، بل يروض القلم والكتابة فقط، وأن الصحفي لا يتقاعد أبدا، بل سيظل يعمل ما حيا.
كمال داود
“الخبر” منحتي أول جائزة في الجزائر
قال الإعلامي كمال داود المتحصل على جائزة “الخبر” الدولية عمر أورتيلان في طبعتها ال15، إن جريدة “الخبر” شرفته بأول جائزة تحصل عليها في الجزائر، بعد 22 سنة من الممارسة الإعلامية، وأشار إلى أنه تحصل خلالها على مجموعة من الجوائز التكريمية خارج الوطن. وأضاف داود أنه على الرغم من تكريم الأجانب له يعتبر اعتراف بقوة الصحافة الجزائرية إلا أن “تشريف الخبر لي عبر منهحي للجائزة له مذاق مختلف”. وأوضح كمال داود الذي أكد على سعادته بالتكريم أن المسؤولية التي تقع على عاتقه بعد التتويج لهذه الجائزة التي تحمل اسم شهيد الإعلام “عمر أورتيلان” ستكون أكبر، وأضاف أن مبادرات مثل هذه تعيد للصحفيين ورجال الإعلام الأمل بوجود جهات كجريدة “الخبر” تتبع العمل الصحفي المحترف وتدفعه لتقديم أفضل خدمة إعلامية دفاعا عن الكلمة الحرة والمستقلة وكذا تنويرا للرأي العام والجهات المسؤولة على حد سواء.
من هو كمال داود؟
يكتب كمال داود عمود “راينا رايكم” في جريدة “يومية وهران” الناطقة بالفرنسية، وهو من مواليد 1970 بمستغانم، وقد سبق له أن أصدر مجموعتين قصصيتين “أو.. فرعون” و”مينوتور 504”.
ورتبت رواية كمال داود “تحقيق مضاد” الصادرة عن البرزخ سنة 2013 قبل أن تنشر في فرنسا بين 15 رواية للتنافس على جائزة أكاديمية غونكور العريقة، وبين 17 رواية للتنافس على جائزة رونودو، واللتين يعلن عنهما في اليوم نفسه من قبل صحفيين ونقاد أدبيين. وسيعلن عن الفائزين بالجائزتين في 5 نوفمبر القادم.
ونال الكاتب والصحفي الجزائري كمال داوود، جائزة فرانسوا مورياك الأدبية التي تقدمها الأكاديمية الفرنسية في طبعتها ال13 عن روايته “مورسو.. تحقيق مضاد”.
ونال كمال داود الجائزة التي كان مرشحا لها سابقا ويبقى في السباق لأجل أربع جوائز عالمية أخرى هامة هي: في القائمة القصيرة لجائزة القارات الخمس للفراكوفونية وجائزة الغونكور الشهيرة وجائزة الأدب العربي وجائزة رينودو.
الفائزون في الطبعات ال15 من جائزة الشهيد عمر أورتيلان
2000 توفيق بن بريك (صحفي تونسي)
2001 علي ديلام (ليبرتي) وعبد القادر عبدو (الخبر)
2002 إذاعة وتلفزيون فلسطين
2003 طارق أيوب (قناة الجزيرة)
2004 أحمد عنصر (الوطن)
2005 جوليانا سيغرينا (إيطاليا)
2006 باية قاسمي
2007 إيغناسيو راموني (إسبانيا)
2008 بوعلام غمراسة (الخبر) ومصطفى بن فوضيل (الوطن)
2009 عبد الكريم خيواني (اليمن)
2010 سليمان حميش (الخبر) وفيصل مطاوي (الوطن)
2011 - سفيان الشورابي (تونس)
2012 إدوي بلينال (فرنسا)
2013 مريم عبدو (القناة الإذاعية الثالثة)
2014 لينا عطاء الله (مصر) كمال داود (الجزائر)
لينا عطاء الله
نضال الصحفي حامل اسم الجائزة إلهام لنا
أظهرت الفائزة بجائزة أورتيلان، الصحفية المصرية، بجريدة “مدى مصر” لينا عطا الله، تأثرا كبيرا أثناء تسلمها وسام اللقب، حيث أفاضت بما يختلج صدرها من أحاسيس امتزجت بين الفرح بما تحقق والحزن على واقع مهنة القلم الأليم في ظل المضايقات التي يشهدها الزملاء.
وقالت عطاء الله: “إن مسيرة الصحفي الراحل عمر أورتيلان تعتبر مصدر إلهام للصحفيين المدافعين عن كلمة الحق، وكذا منبعا للشجاعة”. وتابعت الفائزة “تملكني فخر كبير لما اطلعت على نضال الصحفي الذي تحمل الجائزة اسمه، بدءا بتأسيسه أول جريدة مستقلة في الجزائر في ظل وضع سياسي معقد، ما جعلنا نحاول السير على نفس الخطى، معتبرة التتويج إضافة معنوية تزيدها إصرارا على مواصلة المشي في الدرب نفسه وفي الاتجاه ذاته. وللجائزة معنى كبير، تواصل المُتوجة لينا، يتجسد في اعتراف والتفاتة من أعرق جريدة جزائرية خاصة لها إشعاع عربي، واصفة الفوز أحسن من التتويج الأجنبي، ومضيفة أنه بقدر ما هو فوز معنوي فهو كذلك مسؤولية أُلقيت على عاتقنا تُلزمنا بعدم التراجع عن حرية الرأي والتعبير.
وانتهزت لينا عطا الله، فرصة تواجدها على التراب الجزائري، لتمرير رسالتها إلى صحفيي الوطن العربي قائلة “إن ما يجمعنا هو ظروف مهنية واحدة، وأنظمة سياسية تتوجس من الكلمة المستقلة، موضحة أن الخلافات التي تطرأ من حين لآخر في إطار الرياضة تتسم بالسطحية، مقارنة بالقواسم المشتركة التي تجمعنا”. ووصفت المُتوّجة بريشة جائزة أورتيلان الدولية، علاقتها بجريدة “الخبر” قبل التتويج، ب«أنها العين الصادقة والمنظار الدقيق الذي ترى من خلالهما الجزائر وتقرأ الأحداث الإقليمية والدولية لما تتسم به من موضوعية، ولما لها من باع طويل في الصدق والمصداقية، كما في استقلاليتها وتحررها من مفكات الضغوط السياسية والمصلحية الضيقة، أو ابتعادها عن الاشتغال على إعادة كتابة تصريحات السياسيين لا غير”.
من هي لينا عطا الله؟
لينا عطا الله صحفية مصرية من مواليد سنة 1982، درست بإيطاليا، وهي مؤسسة مشاركة ورئيس تحرير “مدى مصر”، وهو موقع إخباري أنشئ بالقاهرة، ومتوفر باللغتين العربية والإنجليزية. تعمل بالصحافة منذ أكثر من عشرة أعوام، مراسلة من السودان، وسوريا، وإيران، ولبنان وغزة وغيرها الكثير. تؤمن أن التكنولوجيا لها علاقة بالتغيير الاجتماعي عبر مساهمتها في مبادرة التقنيين العرب، وهي مؤسسة مشاركة فيها، وأيضًا عبر المساهمة البحثية في مركز إتاحة المعرفة من أجل التنمية بالجامعة الأمريكية في القاهر.
لينا عطاء الله من أكثر الصحفيين التزاما بمبادئ الاستقلالية في مصر، وقد تعرضت لمقص الرقابة من قبل السلطات المصرية جراء مواقفها المنتقدة للجيش، حيث أغلقت جريدة “إيجيبت انتديبندنت” التي ترأست تحريرها في ظل الثورة التي عمّت مصر وأطاحت نظام حسني مبارك. وأغلقت الجريدة لأسباب مالية. لكن تعتقد لينا أن القرار تقف خلفه دوافع سياسية.
مدير عام يومية “الخبر” شريف رزقي
“سنبقى ندافع عن قيم الحرية التي تمثلها الجائزة”
اعتبر المدير العام ليومية “الخبر”، السيد شريف رزقي، جائزة عمر أورتيلان لحرية الصحافة، التي تنظم كل سنة، إحدى المحطات الهامة التي قرّرت الجمعية العامة لمؤسسة “الخبر” أن تتوقف من خلالها، لتستذكر وتخلد ذكرى الراحل عمر أورتيلان، أحد مؤسسي الجريدة، ومن أوائل رؤساء تحريرها، والذي اغتيل في العشرية السوداء، وهو يدافع عن قيم المجتمع الجزائري من الحرية والعدالة والمساواة. ويؤكد المدير العام في هذا الإطار أن المؤسسة أرادت من خلال هذه الجائزة، أن ترسخ لتقاليد التفوق والتميز في الصحافة، وتشجع كل ما يخدم المجتمع، وخاصة مجهود الصحفي الجزائري، في الدفاع عن الحقيقة والتقرب منها بكل مصداقية، والانفتاح على صحفيي العالم، موضحا أن الجائزة تثمّن عمل الصحفيين المميّزين والمتحلين بالشجاعة والصدق في الدفاع عن مبادئ الحرية وحقوق الإنسان، والوقوف إلى جانب المقهورين والمستضعفين في الجزائر وخارجها، وهي القيم الإنسانية التي تتبناها “الخبر”. ويعبر المدير العام شريف رزقي عن اعتزازه كون “الخبر” أحد المنابر التي تقف دائما مع قيم الحرية والعدالة، موضحا أنها تدفع اليوم ثمن إصرارها على هذا النهج وهذا الخط الافتتاحي، وهي تقاوم التراجع الرهيب الذي تشهده الجزائر في مسألة الحريات وتقلص مساحة حرية الرأي والتعبير. وذكر شريف رزقي أن “الخبر” تواجه اليوم كل أنواع الضغوط التي يلجأ إليها النظام من أجل تقويضها وتقليص هامش الحرية فيها، ومحاولة “تركيعها” عن طريق الضغط على المعلنين الخواص، للامتناع عن منح الإشهار للمؤسسة، وتهديدهم بالتعرض إلى التصحيح الجبائي في حالة الرفض، مبديا أسفه لمثل هذه التصرفات التي وصفها ب«الغريبة وغير القانونية والخطيرة”، والتي صدرت عن وزير الاتصال شخصيا. وشدد مدير عام “الخبر” على أن الجريدة ستظل واقفة مدافعة عن مبادئها وخطها الافتتاحي، وأنها لا تتسول الإشهار العمومي، كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن “الخبر” محرومة من الإشهار العمومي منذ سنوات طويلة، وأن هذا الإشهار الذي تقوم بتوزيعه المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار يتجاوز الوزير نفسه.
وختم المدير العام شريف رزقي قوله إن “الخبر” ستبقى صوت الجزائريين الناطق بالحق، والمدافع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، رغم كل الضغوط التي تتعرض لها كل الصحافة الجزائرية التي لا تستطيع التنديد أو استنكار الوضع، لأنها مرهونة بمطابع الدولة، متسائلا إلى متى سيظل الوضع هكذا؟
قالوا..
مدير قناة “كاي.بي.سي”، علي جري
“علينا أن نطور الجائزة أكثر ليتحول بريقها من دولي إلى عالمي”
عزا مدير قناة “الخبر” إيجابية الجائزة إلى استمراريتها، قائلا “أنه حين تقرر إنشاء الجائزة راهنا على ضمان ديمومتها، فهي الآن تطفئ شمعتها الخامسة عشرة، بزيارتها بلدانا عربية وأجنبية أخذها صحفيون وصحفيات صنعوا أسماءهم طيلة مشوار مهني تميز بالدفاع عن حرية الصحافة والتعبير، بل سلمت حتى للهيئات كمؤسسة التلفزيون الفلسطيني أو المدون التونسي سفيان الشورابي”. وأضاف المتحدث أنه ليس بالضرورة أن يكون المُرشح للفوز بالجائزة معروفا ومشهورا بقدر ما يجب أن تتجمع فيه قيم الالتزام بالدفاع عن الكلمة الحرة واتسام مسيرته المهنية بالتميز والتفاني وكذا بمواجهة الصعاب أن يفوز بالجائزة. وعن اختيار الفائزين قال علي جري، إنه يتم بالانتخاب بين أعضاء لجنة التحكيم، فهم من يقررون من يستحق الجائزة، وليس هذا انتقاصا من قيمة الذين لم يتوجوا بها.
وكشف المتحدث في السياق، عن أن المشرفين على الجائزة ينوون هيكلة الجائزة بنظام داخلي وقانون أساسي لتسييرها لتكون مُتابعة لأخبار الصحفيين خلال السنة، ولتكون على مقاس اسمها وتصبح أكثر امتدادا وعالمية.
بلقاسم ملاح: “جائزة الخبر عابرة للحدود”
لم يستغرب بلقاسم ملاح، المكلف بالإعلام بالوزارة الأولى، أن تقوم مؤسسة إعلامية بحجم جريدة “الخبر” بمبادرة تكريمية ذات بعد دولي لفائدة الأقلام الصحفية المميزة، نظير المجهودات المبذولة من طرفهم في خدمة الإعلام والرأي العام وحرية التعبير، وقال إن الجائزة التي تحمل اسم فقيد الأسرة الإعلامية “عمر أورتيلان” تعيد إلى الذاكرة كل الذين سقطوا خلال العشرية الحمراء من المثقفين والصحفيين حاملين أقلامهم ضد وحشية الإرهاب، ولم يشأ ملاح إلاّ أن يطلق على الجائزة اسم “جائزة الخبر العابرة للحدود” بالنظر إلى أبعادها الدولية. ودعا ممثل الحكومة أن تنظم الطبعات المقبلة من الجائزة في مختلف ولايات الوطن، لتشهد على الغنى الثقافي الذي تتمتع به الجزائر، وأضاف أن المبادرة تنسجم والتوجه الذي تتبناه الحكومة في مجال تنظيم العمل الصحفي، مشيرا إلى ترسيم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لليوم الوطني للإعلام، وتنظيم المهنة وتصفيتها من الدخلاء عبر إصدار بطاقة الصحفي في انتظار وضع المجلس الأعلى للصحافة المكتوبة.
علي بن فليس: “المضايقات عاجزة عن إسكات صوت الخبر”
أكد رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس على تضامنه مع جريدة “الخبر” ضد المضايقات التي تتعرض لها مؤخرا من قبل جهات مسؤولة، وقال “أنا أعلم علم اليقين ما تعانيه الجريدة للحفاظ على استقلاليتها”، والكلمة الحرة على جميع الأصعدة، بالإضافة إلى تكريم الأقلام الصحفية على النضال الطويل في مجال الإعلام، عبر مبادرة جائزة “الخبر” الدولية التي تقاسمتها خلال الطبعة ال15 الحالية كل من السيدة لينا عطاء الله من مصر وكمال داود من الجزائر، نظير نضالهما الطويل والدؤوب من أجل حرية الإعلام والتعبير الحر. وأضاف بن فليس أن هذه المبادرة ليست جديدة بالنسبة لمؤسسة “الخبر”، حيث أصبحت تقليدا حميدا منذ عدة سنوات، هنأ الجريدة وكل العاملين بها على تنظيم هذه المبادرة، وقال إذ أنه “يهنئ الفائزين بالجائزة”، فإنه يترحم أيضا على المرحوم “عمر أورتيلان المعروف بنضاله الطويل”.
بوشاشي: “المبادرة رائعة ولا انتقال ديمقراطي دون حرية الإعلام”
أكد رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، على أنه لا يمكن تصور انتقال إلى مسار ديمقراطي واضح المعالم بدون حرية الإعلام والكلمة الحرة، التي تعتبر أكبر المحاور للرسالة الإعلامية لمؤسسة “الخبر”، وقال إن مبادرة جائزة “الخبر” الدولية مبادرة رائعة بكامل المعايير، على أساس أنها تكرم ذكرى أحد أعلام الصحافة الوطنية المرحوم عمر أورتيلان، الذي عرف بقوة قلمه وهو الطريق الذي أتمته مؤسسة “الخبر” في سياق تشجيع حرية الإعلام في الجزائر.
ليلى بوزيدي: “طابع دولية المبادرة يمنح جائزة الخبر المصداقية”
قالت الإعلامية ليلى بوزيدي إن جائزة “الخبر” الدولية “عمر أورتيلان” تسمح بالرقي للصحافة الوطنية، كونها تتمتع بالصبغة الدولية التي تفتح للممارسة الإعلامية الجزائرية آفاق العمل الصحفي خارج الحدود الوطنية، ويمنحها المزيد من المصداقية، فضلا عن الإطلاع بناء على ذلك على ما يحدث في مختلف بقاع العالم والتطوير المطّرد الذي يعرفه عالم الصحافة، وذلك على خلاف المبادرات المحلية من منطلق أن المبادرة من شأنها المساعدة على النقد الذاتي للممارسة الصحفية في الجزائر والخدمة التي تقدمها المؤسسات الإعلامية المحلية، ومنحها فرصة لمقارنتها مع تلك التي تقود بها نظيراتها على مستوى العالم.
ودعت ليلى بوزيدي على هذا الأساس، المؤسسات الإعلامية والجرائد الوطنية إلى أن تحذو حذو “الخبر” في طريقها للرقي بالعمل الصحفي، حتى تكون المبادرة عامة تحقيقا للأهداف التي وجدت من أجلها المؤسسات الإعلامية، قبل أن تشدد على اعتبار المبادرة قيّمة جدا على مختلف الأصعدة.
زهية بن عروس: “الإعلام الحر أول مدافع عن استقرار الجزائر”
لم تشأ الإعلامية زهية بن عروس إلاّ أن تعتبر الصحافة السلطة الأولى بدلا من الرابعة وأول مدافع عن الجزائر واستقرارها، نظرا للمكانة التي يتمتع بها قطاع الإعلام ودوره الجوهري الذي من شأنه التأثير على الرأي العام أو تصحيح السياسات المسطرة، مشيرة إلى أن مهمة المؤسسات الإعلامية في المرحلة الراهنة حساسة، بالنظر إلى التداعيات التي تقف أمام الجزائر على مختلف الميادين، سواء فيما يتعلق بضمان الأمن الداخلي ومحاولات زرع الفتنة الطائفية على غرار ما يحدث في غرداية، أو الظروف التي تعيشها دول الجوار أمنيا، بالإضافة إلى المجالات الاقتصادية أيضا. وقالت المتحدثة إن دور الإعلام ذو المصداقية يضاعف حاليا، في ظل التحول الذي تعرفه انتقال المعلومات بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت، حيث لا يكاد يفرق المتصفح، كما أشارت، بين المعلومة الصحيحة والإشاعات، وأضافت أن المحطات التكريمية كمبادرة “الخبر” المستمرة منذ 15 سنة تعتبر فرصة لتمرير رسائل أمل مفادها أن الإعلام في الجزائر قادر على مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، كما واجه أسلافه من الأقلام الصحفية الإرهاب دفاعا عن الجزائر والكلمة الحرة، ليسقط في الميدان خيرة الإعلاميين، كما هو الشأن بالنسبة لعمر أورتيلان، كما أكدت أن هذه المناسبة تعتبر خطوة للتواصل بين الأجيال من الإعلاميين الجزائريين.
عبد العالي رزاقي: “لا يعقل أن تتعرض مؤسسة تكرم الصحفيين للمضايقات”
استنكر أستاذ العلوم السياسية عبد العالي رزاقي المضايقات التي تعرضت لها جريدة “الخبر” مؤخرا، والتضييق في مجال الإشهار، وقال كيف يمكن تصور مؤسسة تكرم الصحافة والصحفيين أن تتعرض للتضييق من قبل وزارة الإعلام، التي “تحولت إلى عدو لجريدة تمنح الجوائز”، ودعا رزاقي إلى العمل على نشر أعمال الصحفيين المتحصلين على جوائز في الطبعات المقبلة لتكون مرجعا للنشاط الميداني في يد الطلبة الجامعيين، قبل أن يضيف أنه على الجرائد والمؤسسات الإعلامية الأخرى أن تدعم جائزة “الخبر” مستقبلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.