انضمّ، عشية أمس، أكثر من 100 عسكري، بقيادة وزير الدفاع البوركينابي السابق، كوامي لوغي، إلى صفوف المتظاهرين في العاصمة واغادوغو للاحتجاج ضد مشروع القانون الحكومي الهادف إلى تعديل إحدى مواد الدستور بما يسمح للرئيس الحالي بليز كمباوري بالترشّح لولاية ثالثة. واندلعت حرائق بالعاصمة البوركينية، وبعض مناطق البلاد، أمس، استهدفت مقرات حكومية ومنازل مسؤولين على غرار منزل الأمين العام لحزب “المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدّم” الحاكم، ورئيسة غرفة التجارة. وبالتزامن مع ذلك، قام محتجّون آخرون بإضرام النار في منزل وزير الاتصالات، الذي يعتبره بعض البوركينابيون “صوت الديكتاتورية”. وتأتي سلسلة الحرائق خلال يوم حافل وعصيب شهدته بوركينافاسو، إثر انتفاض آلاف المتظاهرين المعارضين لمشروع قانون تعديل المادة 37 من الدستور البوركينابي، بما يسمح للرئيس الحالي “بليز كمباوري” بالترشّح لولاية ثالثة، الذي يمسك بزمام الحكم في البلاد منذ 27 عاما. وكان من المنتظر أن يعرض مشروع القانون المثير للجدل، أمس الخميس، على نواب البرلمان البوركينابي، غير أنّ الأحداث المتواترة حالت دون ذلك، وهو ما أجبر الحكومة على إعلان سحبها للمشروع المقترح. وفي وقت سابق اليوم، قام المتظاهرون بنهب مقر البرلمان البوركينابي بالعاصمة، واغادوغو، قبل أن يضرموا فيه النار، كما نهبوا مقرّات التلفزيون الرسمي الواقعة في المدينة نفسها، ما تسبّب في انقطاع البثّ. مبعوث أممي في واغادوغو على الصعيد الدولي، أعلنت عشية أمس الأممالمتحدة عن عزمها إرسال موفد إلى بوركينا فاسو، في محاولة للحد من أعمال العنف التي تسبب بها مشروع يسمح للرئيس بليز كومباوري بالبقاء في السلطة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام، بان كي مون، قرر إرسال الموفد إلى واغادوغو، وأنه “يتابع بقلق كبير تدهور الوضع في بوركينا فاسو”. فرنسا تدعو إلى الهدوء وضبط النفس من جهتها، دعت فرنسا كافة الأطراف في بوركينافاسو إلى الهدوء وضبط النفس، إثر أعمال العنف التي أوقعت قتيلا أمس في العاصمة واغادوغو. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أمس: “نأسف لأعمال العنف التي وقعت في الجمعية الوطنية ومحيطها. وندعو إلى عودة الهدوء ونطلب من كافة الأطراف التحلي بضبط النفس”.