أعلن رئيس بوركينا فاسو، بليز كمباوري، في وقت متأخر من مساء الخميس، إلغاء حالة الطوارئ، التي أعلن عنها في وقت سابق من يوم الخميس، مضيفا أنه سيسلم الحكم في نهاية فترة انتقالية بشكل ديمقراطي. وقال كمباوري، في خطاب متلفز، بثته قناة محلية خاصة، "هناك لحظات في تاريخ الشعوب والأمم يكون الصمت فيها أبلغ من الكلام". وتابع: "المظاهرات العنيفة التي حصلت اليوم، وأغرقت شعبنا في الحزن، لا تشرف بلد الرجال الشرفاء، لكنني فهمت الرسالة، واستوعبتها وفهمت مدى طموح الشعب للتغيير". وأكد الرئيس البوركيني، الذي يواجه موجة من الاحتجاجات غير مسبوقة منذ صباح الخميس، تراجعه عن مشروع القانون الذي كان سينقح بموجبه الدستور ليتمكن من الترشح لفترة رئاسية ثالثة، كما أعلن إلغاءه حالة الطوارئ التي أعلن عنها في وقت سابق من نفس اليوم. ومضى قائلا، "مستعد لفتح مشاورات في إطار فترة انتقالية، أسلم في نهايتها الحكم لرئيس منتخب ديمقراطيا". وفي وقت سابق، أعلن قائد القوات المسلحة في بوركينا فاسو، أونورى تراورى، حل الحكومة والبرلمان، وفرض حظر التجول في البلاد (من السابعة مساء إلى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي)، وتشكيل هيئة انتقالية لإدارة شؤون البلاد، وفقا لبيان صادر عن الجيش البوركيني. وسيطر الجيش البوركيني على الأمور في البلاد، بعد سلسلة من الحرائق استهدفت منازل مسؤولين بارزين، واقتحامات شملت مقرات البرلمان البوركيني والتلفزيون الرسمي في العاصمة، يوم الخميس؛ ما أجبر الحكومة على سحب مشروع التعديل الدستوري الذي يسمح بإعادة ترشيح الرئيس لأكثر من فترتين رئاسيتين. وتأتي سلسلة الحرائق خلال يوم حافل وعصيب تشهده بوركينا فاسو، إثر انتفاض الآلاف من المتظاهرين المعارضين لمشروع قانون تعديل المادة 37 من الدستور البوركيني، بما يسمح للرئيس الحالي "بليز كمباوري" بالترشّح لولاية ثالثة، الذي يمسك بزمام الحكم في البلاد منذ 27 عاما. وكان من المنتظر أن يعرض مشروع القانون الذي قدّمه حزب "المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدّم" الحاكم، وحلفاؤه من "الجبهة الجمهورية" للبرلمان البوركيني في سبتمبر/أيلول الماضي، اليوم الخميس، على نواب البرلمان، غير أنّ الأحداث المتواترة حالت دون ذلك، وهو ما أجبر الحكومة البوركينية على إعلان سحبها للمشروع المقترح.