كيف تصف اعتراف السويد بدولة فلسطين على المستوى السياسي والشعبي؟ الخطوة السويدية غير المسبوقة بالاعتراف بدولة فلسطين هي اختراق استراتيجي على المستوى السياسي فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية، خاصة بعد الاعتداء الأخير على غزة وشلال الدم الذي سال، وبعدما انكشفت حقيقة الرواية الإسرائيلية وزيفها أمام المستوى الشعبي، بدأ الشعور ينتقل للمستوى الرسمي الأوروبي، بضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإعطائه حقه في العيش على أرضه، في دولة مستقلة، وأن هذا هو السبيل الوحيد للأمن والاستقرار في المنطقة. هل يشجع الاعتراف البريطاني والسويدي دولا أخرى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ شهدنا بالأمس القريب، تصويت مجلس اللوردات البريطاني على الاعتراف بدولة فلسطين، نتوقع أن يتبعه اعتراف دول أخرى بدولة فلسطين في القارة الأوروبية، وهناك إشارات من دول كفرنسا وغيرها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يدين إسرائيل ويعتبر اختراقاً حقيقياً وتصديقاً للرواية الفلسطينية، أنا على اتصال دائم ووثيق بالبرلمانيين الأوروبيين، وهناك حديث في أروقة الاتحاد الأوروبي بين البرلمانيين عن أن الاعتراف بدولة فلسطين صمام الأمان، وهناك إشارات كثيرة وحديث كبير في هذا الصدد. إذن ما الذي يمنع هذه الدول من الاعتراف؟ هناك دول كبرى في الاتحاد الأوروبي تنتظر الفرصة المناسبة للاعتراف بدولة فلسطين، وغاية في الأهمية كفرنسا وألمانيا تنتظر، فلم يعد بالمطلق مقبولاً أن يبقى الموقف منحازاً لإسرائيل، ومن حيث المبدأ كل الدول الأوروبية تشعر بأن ممارسات إسرائيل هي سبب عدم الاستقرار، وفيما يخص الموقف الأمريكي والإسرائيلي بطبيعة الحال، فإن الولاياتالمتحدة تتبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل، وهذا الاعتراف الأوروبي يُشكل اختراقًا على مستوى الموقف الغربي الذي لم يعد موحدًا باتجاه دعم إسرائيل. هذه الدول التي اعترفت بفلسطين ما الذي يمكن أن تقدمه للقضية؟ الاعتراف السويدي بدولة فلسطين مبني على قرار سياسي يستوعب كل المعطيات المحيطة، والدول الأوروبية في النهاية تبني سياساتها على مصالحها، الأوروبيون يستطيعون فعل الكثير بعد الاعتراف بدولة فلسطين، من الضغط على إسرائيل ومحاولة إيجاد موقف متوازن وعادل تجاه الشعب الفلسطيني وقضاياه، الموقف الأوروبي يؤثر بشكل كبير على أمريكا، فالأخيرة لن تستطيع مجابهة العالم كله، هذا ليس في صالحها. غزة: حاوره مراسل “الخبر” بهاء طباسي