تفاجأ محيط سلك التحكيم بعودة بعض الحكام السابقين، المغضوب عليهم من قبل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة عام 2009، ليتولوا مهمّة تقييم الحكام على مستوى اللجنة الفيدرالية للتحكيم، ما طرح عدة تساؤلات حول الجهة التي استدعتهم للمشاركة في ملتقى سفير مازافران بزرالدة الأسبوع الماضي. ولم يكن أحد يتوقع حضور ثلاثة حكام سابقين في ملتقى سفير مازافران، ممّن كانوا ضحية قرارات رئيس “الفاف” محمد رورواة، القاضي بإقصائهم من سلك التحكيم، ويتعلّق الأمر بكل من مولف (رابطة قسنطينة)، الذي تمّ توقيفه في العهدة الأولى لروراوة، ومنصوري ومهيدي (رابطة سيدي بلعباس)، اللذين كانا ضمن قائمة الحكام ال14، الذين ضحّى بهم رئيس الاتحادية خلال عهدته الثانية عام 2009، وكان الهدف منها آنذاك تطهير سلك التحكيم من الممارسات المشبوهة، بدليل تواجد حكام دوليين ضمن القائمة، مثل عبد السلام خليفي وتواتي جاب الله، ما جعل عشاق الكرة المستديرة في بلادنا يتساءلون عن الجهة التي اتخذت هذا القرار، لقناعتهم بأن روراوة لا يمكنه إعادة أشخاص، كانوا قبل خمس سنوات محلّ شبهات، لتقييم الحكام، من أجل ضمان جيل قادر على خلافة حيمودي وبيشاري وأمالو وغيرهم. فهل يكون رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم خليل حمّوم وراء القرار، أم أن حدادة، الذي انتدبه للإشراف على لجنة تقييم الحكام هو من اتخذ القرار، في ظل جهل حمّوم بقائمة المغضوب عليهم من روراوة، وهل هذا الأخير يعلم بما يحدث في قطاع التحكيم، أم أن انشغاله بالهيئات الدولية والمنتخب الوطني جعله يضع هذه الأمور ضمن الجوانب الثانوية، ولكن في كل الحالات تبقى المسؤولية مشتركة بين رئيس الاتحادية ورئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم. والأخطر إذا كان “الحاج” له دراية بالتغييرات التي أحدثها خليل حمّوم على مستوى لجنته، بعد الحقائق التي قدمها الحكم الدولي منير بيطام بالفساد الذي ينخر جسد التحكيم الجزائري، وحينها نتساءل عما إذا كان روراوة اعترف بخطئه اتجاه هؤلاء حين قرّر إقصاءهم، وبالتالي يريد إعادة الاعتبار إليهم، أم أن الرجل الأول في “الفاف” رضخ لقرارات فوقية، بعد إحساسه بتخلي أصحاب القرار عنه، أم أن روراوة أراد السكوت عن هذا الاختيار، وإذا كان ذلك فتلك المصيبة بعينها، لأن المتهم بالشبهات حين كان حكما، يبقى محل شبهة حين يقوم بمهمة تقييم الحكام. كما يتساءل الجميع عن سبب تهميش الحكم الدولي جمال حيمودي، الذي كان مفخرة إفريقيا والعرب والجزائر في مونديال 2014 بالبرازيل من خلال إدارته لخمس مباريات كاملة ومنها المقابلة الترتيبية، حيث لم يتم استغلاله أحسن استغلال سواء لتكوين جيل جديد من الحكام، أو تدعيمه ليكون في الهيئات الدولية مثل “الكاف” و”الفيفا”، إلا إذا كانت هناك بعض الأمور نجهلها، وبالتالي يتوجب كشفها لتبرير هذا الإقصاء، من أجل تنوير الرأي العام.