تمكنت الفرقة الاقتصادية والمالية وحماية التراث الثقافي وحقوق الملكية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية بومرداس، من حجز كمية هائلة من مواد التجميل من مختلف الماركات العالمية والمحلية بالسوق الأسبوعي لولاية بومرداس، وتصنع في ورشات سرية بولايتي سطيفوبرج بوعريريج. كانت ذات الفرقة قد اكتشفت الأمر إثر دورية مراقبة روتينية بالسوق الأسبوعي لبومرداس، حيث أثار شكوكها لون علب التجميل وأسعارها الزهيدة، لتحجز أكثر من 520 قارورة لغسول الشعر أظهرت التحاليل المخبرية أنها غير مطابقة للمواصفات، ما ينعكس سلبا على صحة المواطن الذي أصبح يغريه سعرها الزهيد. ومن خلال تحقيقات الشرطة، تم اكتشاف ورشات سرية لتقليد مواد التجميل وغاسول الشعر بولايتي برج بوعريريجوسطيف، لتباع بالأسواق الموازية في الحراش وبومرداس وأسواق أخرى عبر كامل التراب الوطني. وتم توقيف شخصين يتاجران في هذه المواد أحيلا، أول أمس، على وكيل الجمهورية لدى محكمة بومرداس، الذي أمر بإيداعهما رهن الحبس بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل في تيجلابين. من جهته، حرص رئيس جمعية حماية المستهلك، زبدي مصطفى، على دق ناقوس الخطر، في اتصال ب«الخبر”، أمس، باعتبار أن ظاهرة تقليد مواد التجميل أصبحت تتم بتواطؤ بعض المصنعين المعتمدين في هذا المجال، مضيفا “مقلدو مواد التجميل هم أشخاص على معرفة بهذه الصنعة، وبجميع الماركات العالمية وطلبات الزبائن”. وكشف محدثنا، في السياق، أن جمعية حماية المستهلك سبق أن جمعت مصنعي مواد التجميل في لجنة للدفاع عن هذه الصناعة، لتتفاجأ باهتمام البعض منهم بتقليد مواد التجميل، خاصة أن جميع وسائل التقليد متوفرة لديهم. كما أكد أن الإشكال المطروح أمام الجمعية، هو صعوبة التأكد من طبيعة المنتوج بسبب عدم تعاون المخابر معها، مضيفا “أخذنا السنة الماضية خمس عينات من مواد التجميل إلى إحدى مصالح قمع الغش، ليتم إرجاعها بعد يومين بحجة أنها تحتوي على كحول، وهو ما يحول دون إيجاد جراثيم بها على حد زعمها”، ليروي، في السياق، ما حدث لسيدة كانت ضحية لاستعمال زجاجة عطر مغشوشة سببت لها دوارا وغثيانا. ومن بين الأضرار الصحية التي تسببها مواد التجميل، قال زبدي إنها أكثر خطورة على العينين، واستعمالها يسبب التهابات حادة وحساسية مفرطة بالجلد، بينما يبقى التخوف، حسب محدثنا، من أضرارها على المدى البعيد، نتيجة تراكم المواد السامة في الجسم.