تفاجأ عدد من مرضى القصور الكلوي الذين يخضعون لتصفية الدم بمستشفى الرويبة في العاصمة، يوم الخميس الماضي، بتوقف ماكينات التصفية في الساعة الأولى لعملية التصفية التي تدوم في الحالات العادية 4 ساعات. وبالرجوع إلى المشرفين على العملية، يصدم هؤلاء المرضى بسماع الجواب الذي يشبه الحمام البارد في عز الشتاء، وهو أن السبب انقطاع التزود بالماء الذي يعتبر أساسيا لعمل الماكينات. تقول مصادر من داخل المستشفى إن السيناريو يتكرر بين فترة وأخرى، ولا تعود الأوضاع إلى طبيعتها إلا بعد احتجاج المرضى الذين يجبرون بغضبهم الإدارة على جلب شاحنة مياه. ويقول شهود عيان: “لا يحدث هذا إلا في مستشفيات الجزائر، حيث يجد المريض نفسه مجبرا على التكفل بأمور المستشفى عوض الانتباه لمعاناته فقط”، “أجبرنا على التواصل هاتفيا مع مؤسسة “سيال” لطلب تزويد المستشفى بالماء حتى لا نحرم من حصة الدياليز”، “أنهينا الحصة عند الواحدة صباحا ووصلت منزلي في الواحدة والنصف لأجبر على النهوض عند الخامسة صباحا للتوجه إلى عملي.. أين هي كرامة المريض في هذا البلد؟”.. هي صرخات النجدة التي حمّلنا مرضى القصور الكلوي لمستشفى الرويبة في الجزائر العاصمة نقلها إلى القائمين على الصحة عندنا، خاصة بعدما حدث معهم منذ أيام مع انقطاع تزويد المستشفى بالمياه الصالحة للشرب بسبب اختلاطها مع المياه القذرة، ما انعكس سلبا على صحة المريض وخاصة مريض القصور الكلوي، لأن تصفية الدم تعتمد أساسا على الماء، إذ يحتاج المريض الواحد إلى 200 لتر من الماء لحصة “دياليز” واحدة. ومن المعلوم بأن هذا المشكل يتفاقم بحدة عند مرضى الحصة الثالثة التي تمتد من الرابعة مساء إلى الثامنة ليلا، حيث يستنفد مرضى الحصتين التي تسبقها المياه المخزّنة، علما أن قرابة ال50 مريضا يخضعون لتصفيه الدم بذات المستشفى. مشكل آخر يعاني منه هؤلاء المرضى، يتمثل في عدم توفر أدوية المرافقة التي يحتفظ بها المراقب الطبي في مكتبه الذي يغلق بعد الرابعة مساء. ومن هذه الأدوية تلك المضادة للحمى أو المخفّضة للضغط الدموي والتي من المفروض أن ترافق عملية التصفية، حيث تعرّض أحد المرضى، منذ فترة، إلى شلل تام بعد ارتفاع ضغط دمه أثناء التصفية، ناهيك عن قدم تجهيزات التصفية التي انتهت صلاحيتها ورغم ذلك مازالت تستعمل معها سياسة الترقيع من أجل إعادة ترقيعها، فهل يعلم وزير الصحة بهذه الممارسات؟ وقد حاولت “الخبر” الاتصال بمصلحة “الدياليز” بالمستشفى المذكور، للحصول على رأي المسؤولين عليها، لكن دون جدوى.