وقال السيد فمر ي أنه يتم تسجيل من وفاتين إلى ثلاثة وفيات بعد انقطاع المرضى عن الخضوع لعمليات غسيل الكلى، خاصة في ظل النقص الفادح في أجهزة الدياليز والمقدر عددها ب 15آلة منها 4 جديدة فقط، فيما تبقى البقية قديمة، بالإضافة إلى غياب سيارات الإسعاف لنقل المرضى بعد إجراء لهم حصص الدياليز والمقدرة ب 3 مرات في الأسبوع. كما أن المرضى وأمام الضغط الكبير المفروض على المصلحة لا يستفيدون إلا من حصتين فط، الشيء الذي أدى إلى تدهور صحة المرضى نتيجة نقص التكفل وكذا نقص المشرفين من الفريق الطبي على المرضى، وكذا غياب الوجبات الغذائية لهم بالمصلحة، خاصة بالنسبة للمرضى الوافدين من الولايلات الغربية المجاورة والذين يقضون اليوم كله على جرعة ماء في غياب الوجبات التي من المفروض أن تتدعم بها المصلحة• وأوضح محدثنا أنه رغم المراسلات العديدة لمختلف الجهات المسؤولة، من إدارة المستشفى ومديرية الصحة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي أمام سياسة الإهمال واللامبالاة التي ينتهجها مسؤولو القطاع تجاه المرضى الذين يعانون ويموتون في صمت، بعد ما أصبحت المصلحة تسجل يوميا ارتفاعا في عدد الوفيات.. وهو الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بضرورة توفير العلاج الحقيقي والتكفل بالمرضى المصابين بالقصور الكلوي، خاصة أن هناك أزيد من 200 مريض ينتظرون عملية زرع كلية رغم حصولهم على متبرعين من ذويهم إلا أن التكفل بهم يبقى أيضا غائبا، عكس المعمول به بمستشفى قسنطينة أو البليدة نظرا للتكفل الجيد بالمرضى• وقال السيد فمري إن نفس الوضعية التي يعاني منها مرضى القصور الكلوي بجناح رقم 5 بالمستشفى يعانيها أيضا الأطفال المصابون بالقصور الكلوي، والذين فاق عددهم بالمستشفى 14 مريضا، في حالة يرثى لها لغياب التكفل الحقيقي بهم، وذلك مازاد من تعفن الوضع نتيجة غياب سياسة العلاج بالمركز والتي لا تخدم المريض، الذي بات يعاني من نقص المعدات الطبية والأدوية التي تكلف الكثير منهم مبالغ مالية باهضة، في الوقت الذي لا يتوفر فيه المرضى على التأمينات الإجتماعية وحالتهم الإجتماعية صعبة، ما جعلهم يتسولون الأدوية من بعض الجمعيات التي تقوم بمساعدة هؤلاء المرضى من المحتاجين بتوفير لهم قسطا ضئيلا من الأدوية، وهو عامل آخر زاد من عدد الوفيات خاصة أن آلة واحدة التي تقوم بتحسين الدورة الدموية لجسم المريض ويتم وضعها في اليد يقدر ثمنها ب 2 مليون سنتيم، وتجري العملية عند العيادات الخاصة، في الوقت الذي يفتقر فيه المستشفى لهذه الآلة. وأمام انعدامها يتم إجراء لهم عملية على مستوى الرقبة والتي تترك المريض يعاني خاصة ليلا بعد الآلام التي تحدثه تلك العملية التي أصبحت تشكل خطورة على المريض لأنه لا يستطيع النوم من شدة الألم• 12 ألف مريض يعانون من القصورالكلوي بالوطن من جهته أوضح البروفيسور بن منصور من مستشفى تلمسان، أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في دول شمال إفريقيا، وذلك لغياب ثقافة التبرع لدى المواطنين بالكلى، وكذا غياب عمليات زرع الكلى للمريض، الأمر الذي زاد من عدد المصابين وفي نقص عدد الأطباء وكذا المعدات الطبية، بعدما أصبحت حياة المرضى مرهونة بالآلات لإجراء الغسيل الكلوي، حيث فاق عدد المرضى على مستوى الوطن عن 12 ألف مريضا منهم 40 طفلا على مستوى وهران فقط من المتواجدين بالمستشفى والعيادات الخاصة• من جهتهم يبقى المرضى يشتكون من غياب أكياس الدم لإجراء الغسيل الكلوي بالآلات، وكذا الانتظار الطويل أمام المصالح الطبية لإجراء حصص دياليز ما جعلهم يطالبون بفتح ملف إجراء العمليات الجراحية التي باتت تسير عبر جميع مستشفيات الوطن بخطى السلحفاة رغم وجود متبرعين للمرضى من المحيط العائلي، إلا أن المرضى لا زالوا يعانون ويتألمون خاصة الأطفال منهم الذين أصبح المرض عندهم سريع الإنتشار لغياب الرعاية من قبل ذويهم وعدم تحملهم للغسيل الكلوي. في ذات السياق أفاد فريق طبي بالمصلحة الطبية بالمستشفى أنه بعد دخول عمليات زرع الكلى حيز التنفيذ بمستشفى وهران خلال السنوات الماضية، تعثر اليوم ذلك بعد توقف إجراء عمليات الجراحية لزرع الكلى لغياب المعدات الطبية الضرورية لذلك، وغياب المادة الخاصة بالتحليل الكاشفة لمدى تناسب الأنسجة، وذلك رغم أن إدارة المستشفى قد كشفت عن استحداث برنامج خاص بإجراء عمليات زرع الكلى لتقليص عدد المرضى وتخفيف فاتورة العلاج، إلا أن ذلك يبقى مجرد حلم لا يزال يرواد العديد من المرضى للتخلص من الآلات التي أصبحت تحدث مضاعفات صحية أخرى للمرضى على مستوى القلب والدماغ وغيرها، الأمر الذي بات يعجل في وفاة العديد من المرضى الذين تنهار قواهم أمام آلات الدياليز للغسيل الكلوي•