باتت جماعات روابط الأنصار أو ما يطلق عليهم ب”الألتراس” خطرا حقيقيا يهدد الكرة الجزائرية، لتبنيهم خطابا تحريضيا يدعو إلى التعصب والعنف ضد كل من يخالفهم الرأي، حتى وإن تعلق الأمر بمن هم ينتمون لنفس الفريق الذي يشجعونه. الألتراس (Ultras).. هي كلمة لاتينية تعني المتطرفين، وتعود نشأتها إلى سنة 1940 بالبرازيل، لتنتقل لاحقا لدول أوروبا الشرقية ثم الغربية وآسيا وشمال إفريقيا. وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية بكثافة أو ما يسمى ب«الكراكاج”، وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين. وتقوم هذه المجموعات بعمل “دخلات” خاصة أو ما يسمى ب«التيفو” في المباريات الهامة. وللألتراس أربعة مبادئ، أولها عدم التوقف عن التشجيع خلال المباراة مهما كانت النتيجة، وثانيها عدم الجلوس أثناء المباراة. وثالثها حضور أكبر عدد ممكن من المباريات، ورابعها الوفاء للمجموعة بعدم الانتقال لأي رابطة أخرى. وتعود نشأة روابط “الألتراس” في الجزائر إلى سنة 2007 بفضل مجموعة “فيردي ليون” التابعة لمولودية الجزائر، قبل أن تنتشر في مختلف النوادي الجزائرية مع “فاناتيك رادس”، “ديابلو”، “بولينا”، “توالفث بلاير”، وغيرها، حتى أن هناك من بات يضم ثلاث إلى أربع روابط للنادي الواحد. لكن هذه الروابط حادت عن الهدف الذي أنشئت له، وصارت عبئا ثقيلا حتى على النوادي التي تدعي مناصرتها، فدخلت في صدامات مع روابط الأندية المنافسة، وهو ما تجسد في الرايات المسيئة والمشينة التي رفعت في مختلف المباريات المحلية، كما كان الحال مع مباراة اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد بملعب 5 جويلية، قبل موسمين، أو ما حدث في مباراة السبت المنصرم بين العميد والشباب. وتلجأ هذه الروابط لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات خاصة بها على الفايسبوك، لترفع قدرتها أكثر على الحشد والتنظيم، ومن ثم تبث سمومها وسط الأنصار، منتهجة خطابا تحريضيا ضد كل ما يختلف معها، كما تسعى دائما لفرض رأيها ومنطقها على إدارة النادي، فتتدخل في عملية استقدام اللاعبين ومصير الطاقم الفني، كما تحرض على الرئيس والمسيرين. وهي الوضعية التي تعاني منها النوادي العاصمية، وتلجأ للتصعيد في كل مرة لا “تتم تلبية مطالبها” عبر الاعتصام والوقفات الاحتجاجية واقتحام الملعب والتدريبات وغيرها. كما تقوم بعض الروابط بتأليف أغان كثيرا ما توزع عبر أقراص مضغوطة تهجو بها الأندية المنافسة وتتهجم على أنصارها وتنعتهم بشتى النعوت، ويصل بها الحد للإشادة باستهلاك الخمور وتمجيد تعاطي المخدرات وبالحرڤة وغيرها من الآفات الاجتماعية. وفي انتظار وقفة حازمة من المسؤولين تجاه هذه الروابط، يتخوف المتتبعون من أن تعرف الكرة الجزائرية نفس سيناريو ما عاشته نظيرتها المصرية مع روابط الألتراس، الذين وصل بهم الأمر إلى امتداد نشاطهم من الرياضة إلى السياسة، حيث بات تصدر “ألتراس أهلاوي” وغيرها من الروابط المصرية المشهد السياسي أمرا مألوفا، بكل ما يشكله من تهديد، بعد أن تنتقل بالسياسة إلى الملاعب وتجعلها من معقل للمتعة والفرجة الرياضة إلى معقل لمسرح تصفية حسابات سياسية.