كشفت تحريات أمنية وقضائية في تونس عن خط سير جديد للجهاديين التونسيين المتوجهين إلى سوريا، يمر عبر الجزائر إلى تركيا، بعدما منعت السلطات التونسية الشباب التونسيين الأقل من 35 عاما من السفر إلى تركيا. نجحت مجموعة من الشباب التونسيين في الوصول إلى ساحات القتال في سوريا عبر الجزائر، وسافر نبيل القاسم، البالغ من العمر 23 سنة، ومحمد غربي، البالغ 25 سنة، إلى الجزائر عبر المعبر الحدودي بوشبكة بولاية تبسة، بتاريخ الفاتح نوفمبر الماضي، وانتقلا بعدها إلى عنابة ثم إلى العاصمة الجزائرية، حيث أقاما لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يتنقلا إلى تركيا عبر مطار هواري بومدين، في الرابع ديسمبر الجاري، حسب اعترافات موثقة لعائلتيهما. وقال صادق غربي، والد محمد غربي، ل”الخبر”، خلال لقاء معه في تونس، إن ابنه محمد “دخل إلى الجزائر في الفاتح نوفمبر الماضي بطريقة قانونية عبر معبر بوشبكة، حيث تأكدنا من هذه المعلومات بواسطة التحريات القضائية التي أثبتت أنه عبر من المعبر التونسي ثم المعبر الحدودي الجزائري”. وتساءل والد محمد عن كيفية تساهل السلطات الجزائرية، سواء في المعبر الحدودي أو في مطار هواري بومدين، مع سفر شباب تونسيين صغار في السن، يسافرون إلى تركيا مع كل المخاطر والاحتمالات الموجودة للالتحاق بالمجموعات المسلحة في سوريا”، مشيرا إلى أن ابنه محمد، وهو لاعب في أواسط فريق الترجي التونسي، لم تكن أية له علاقة بالجماعات المتشددة، وعلى خلاف ذلك كان مقبلا على الحياة، اتصل به يوم 10 نوفمبر وأبلغه أنه موجود في تركيا على الحدود مع سوريا، وأكد له أن خط سيره كان باتجاه الجزائر ثم تركيا ثم سوريا للالتحاق بالمجموعات المسلحة. وأكد صادق غربي أن “توجه التونسيين عبر الجزائر إلى سوريا للقتال هناك، يؤكد استمرار نشاط شبكات تجنيد في تونس، وكذا وجود خلايا مساعدة في الجزائر، تكون هي من ساعدت ابني محمد وصديقه نبيل على السفر إلى تركيا”. وفي السياق، ذكر لطفي القاسم، والد نبيل القاسم، ل”الخبر”، أن ابنه حلق لحيته قبيل أيام فقط عن فقدانه، “حيث أبلغني أنه متوجه إلى مدينة توزر في صحراء تونس، لكنه غادر إلى الجزائر عبر المعبر الحدودي ببوشبكة، حيث تأكدت من أنه عبر مع صديقه محمد غربي إلى الجزائر، وسافرا منها عبر مطار هواري بومدين إلى تركيا”، مشيرا إلى أن لديهم شكوكا في وجود تواطؤ لدى عناصر أمن الحدود التونسي، وأنهما كانا بانتظار اتصال هاتفي للتحرك إلى الجزائر، “وإلا كيف يمكن السماح لشباب لا يحملون أية حقائب سفر ولا أموالا بالعبور إلى الجزائر، ومن الجزائر إلى تركيا، دون الاشتباه في إمكانية أن يكونوا متوجهين إلى سوريا”. وأكد قريب من عائلة التونسي رمزي الغزواني، أن الأخير وصل إلى تركيا منتصف شهر نوفمبر الماضي، اتصل بالعائلة وأكد أنه موجود على الحدود مع سوريا، لافتا إلى أن بعض المعلومات تفيد بأن سفره إلى تركيا تم من الجزائر. وقال رئيس جمعية إنقاذ التونسيين في سوريا، إقبال رجب، ل”الخبر”، إن “هذه الحالات لا تتعلق بالتسلل، لكنها حالات سفر بشكل عادي لعدم لفت نظر السلطات الأمنية الجزائرية”، مشيرا إلى أنه “سبق للجمعية أن حذرت السلطات الأمنية التونسية من خط السير الجديد للجهاديين التونسيين المتوجهين إلى سوريا، وهو خط تونسالجزائرتركيا ثم سوريا، وهو خط سير جديد بعد تشديد السلطات التونسية الرقابة على التونسيين المتوجهين إلى تركيا”، خاصة بعدما قررت تونس منع الشباب الأقل من 35 سنة من السفر إلى تركيا، مشيرا إلى أنه “كان يأمل في أن تنبه السلطات الأمنية التونسية نظيرتها الجزائرية بهذا الشأن، لمنع التحاق مزيد من التونسيينبسوريا”.