الشبكة الملاحقة على تواصل إلكتروني مع جهاديين مغاربة في ساحات القتال بسوريا تمكنت وحدات الدرك الوطني بتبسة من توقيف سوريين بجوازات سفر مزورة في تركيا، بشبهة الانتماء إلى خلية إرهابية تكون قد تخصصت في نقل جزائريين للقتال في صفوف "الدولة الإسلامية" بسوريا عبر تونس. وتلاحق مصالح الأمن ما يعتقد بأنها شبكة تنشط في نقل جهاديين إلى مرتفعات جبل الشعانبي التونسية التي تسيطر عليها الكتيبة الإرهابية "عقبة بن نافع" التي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش". وجاء توقيف السوريين الذين وضعا رهن الحبس المؤقت مساء أمس خلال قيام أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بثليجان بخدمة شرطة المرور بالحاجز الثابت على مستوى الطريق الولائي رقم 01. وبناء على معلومات مؤكدة مفادها وجود سوريين على متن حافلة لنقل المسافرين خط الجزائر العاصمة بئر العاتر، وبعد توقيف الحافلة من طرف عناصر الدرك الوطني بعد عملية المراقبة وجدوا على متنها رعيتين أجنبيتين من جنسية سورية وبعد مراقبة جوازات السفر للتأكد من الهوية الحقيقية للرعيتين في بادئ الأمر الشخص الأول صرح لهم بأنه هو المسمى (خ.د) كما هو مبين بجواز السفر الذي كان بحوزته، وبعد التدقيق الجيد في جواز السفر تبين لهم أنه لا توجد به أية تأشيرة سواء للدخول أو الخروج للتراب الجزائري ليتم اقتيادهما إلى مقر الفرقة للتحقيق. وخلال التحريات تراجع المعني وصرح بأن الهوية الموجودة بجواز السفر لا تنطبق على شخصه، بالرغم من وجود صورته على الجواز وأن هويته الحقيقة هي (ط. م) وهذا بعد التأكد من هويته من بطاقة المعلومات المؤشرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية (مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة)، حيث يحوز المعني على جواز سفر باسمه الحقيقي (ط.م) وقد تركه لدى احد معارفه من جنسية سورية يعمل بأحد المطاعم ببلدية باب الزواربالجزائر العاصمة، وعند الاستفسار مع المعني عن كيفية الحصول على جواز السفر المزور واستعماله أكد لهم أنه تحصل عليه مقابل مبلغ مالي قدره 700 دولار من دولة تركيا قبل دخوله التراب الوطني، واستعمل هذا الجواز للتنقل من الجزائر العاصمة إلى بلدية بئر العاتر الحدودية ليتوجه بعدها إلى تونس بطريقة غير قانونية للالتحاق بأقارب له يقيمون في ولاية الڤصرين على حد تصريحاته، لكن التحريات المتواصلة أشارت إلى أن المعني على علاقة بجهاديين تونسيين عائدين من سوريا انضموا لكتيبة "عقبة بن نافع" وينشطون حاليا عبر الشريط الحدودي الفاصل بين الجزائروتونس. وتتمركز سرايا المجموعة المسلحة التونسية "عقبة بن نافع" التي أعلنت الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادية "داعش" في الحدود الجبلية التونسيةالجزائرية "جبل الشعانبي"، حيث كانت وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش التونسي. وأوضحت مصادر أمنية وقضائية تشتغل على التحقيق، أن الشبكة التي تجري ملاحقتها تتكون من أشخاص كانوا منذ أكثر من عام على صلة بجهاديين مغاربة يقاتلون في سوريا عبر الأنترنت، وهي غير مرتبطة عضويا بتنظيم "داعش"، حيث تنحصر مهمتها في ضمان تنقل الأشخاص الراغبين في القتال في سوريا ضمن صفوفها، خاصة من الجزائر أو تونس أو المملكة المغربية إلى ليبيا، حيث يحصل هؤلاء على دورات تدريبية قصيرة في جبل الشعانبي التونسي أو ليبيا عادة وتتضمن تكوينا نظريا على طريقة التنقل الآمن إلى سوريا، ويحصل بعض هؤلاء على مبالغ تصل إلى أكثر من 3 آلاف دولار تمنح من متبرعين مجهولين، من أجل تأمين نفقات التنقل.