دعا فرانشيسكو ماديرا رئيس المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، إلى “تنسيق أفضل” بين أعضاء الاتحاد الإفريقي لمحاربة الإرهاب. وقال إن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا جديدا للقارة السمراء، وإن شمال إفريقيا، وبالخصوص الجزائر وليبيا وتونس، من أكثر الدول تعرضا لخطر الإرهاب. صرَح ماديرا ل“الخبر” و“الوطن” أمس بمقر المركز الإفريقي في العاصمة، أن أجهزة الأمن بالدول الإفريقية “مطالَبة برفع قدرتها على التصدي للإرهاب، ويتم ذلك بتكثيف التنسيق فيما بينها، وتطوير إمكانياتها في جمع المعلومات عن الجماعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب”. وحول أكثر البلدان عرضة للإرهاب بالقارة السمراء، قال ماديرا “كل شمال إفريقيا مهدد بالإرهاب، خصوصا الجزائر وليبيا وتونس، إضافة إلى مالي في الساحل. والإرهابيون يستغلون الوضع لصالحهم عندما يكون الفقر منتشرا والتنمية الاقتصادية منعدمة. مثل هذه العوامل تشجع على استفحال الإرهاب، ليس في إفريقيا فقط وإنما في كل منطقة بالعالم”. ورفض ماديرا، وهو الممثل الخاص لرئيس لجنة الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال محاربة الإرهاب، تدخل طرف من خارج إفريقيا لمحاربة الإرهاب في الميدان، مفضلا الصيغ الجاري التعامل بها، وهي الاستفادة من خبرات بعض الدول الغربية، خاصة ما تعلق بجمع المعلومة الأمنية وإخضاعها للتحليل. وقال في الموضوع “إذا كان الأجانب يساعدوننا من أجل دحر الإرهاب فلا يمكننا أن نرفض، لكن أساس العمل ينبغي أن نقوم به نحن الأفارقة”. وكانت فرنسا قد شنت مطلع 2013 عملية عسكرية في شمال مالي لوقف سيطرة القاعدة وفروعها، ونجحت إلى حد ما في تحقيق الهدف، لكن التهديد الإرهابي يظل قائما في هذه المنطقة الحدودية مع الجزائر. وأبدى ماديرا رضاه عن نشاط المركز المتخصص في جمع المعلومة حول الإرهابيين والتنظيمات التي ينتمون إليها، بعد مرور 10 سنوات على انطلاق عمل المركز المرتبط بمفوضية السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، إذ قال “نظمنا دورات تكوينية وعقدنا مؤتمرات واجتماعات لفائدة خبراء الأمن الذين يواجهون الإرهاب في الميدان، والذين أنجزوا عملا مهما على صعيد جمع المعلومة عن نشاط الجماعات الإرهابية لفائدة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. لقد اشتغلنا جيدا في العهدة الأولى للمركز بفضل آليات مخصصة لمواجهة الإرهاب، واليوم لدينا نقطة ارتكاز في كل بلد إفريقي، تزودنا بدرجة الخطر الذي يشكله الإرهاب في كل قطر”. وأضاف “محاربة الإرهاب تكلفنا فاتورة كبيرة، وبلداننا ضعيفة وهشة كما تعلمون ولكن تحذوها إرادة قوية في تطوير قدراتها على تأمين أراضيها وشعوبها من التهديد الإرهابي”. وعن “داعش” ومخاطره التي تضاف إلى تهديدات القاعدة وأذرعها المختلفة، قال ماديرا “لاشك أن التنظيم المسمى داعش يمثل تهديدا جديدا، ولكن لا فرق بينه وبين القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، فكلاهما شنيع يقطع أجساد ضحاياه”. وانطلقت أمس بالمركز دورة تكوينية هي الرابعة من نوعها، لفائدة 32 ضابطا بالأجهزة الأمنية من 13 بلدا من الساحل، زائد مندوبين عن كينيا والصومال، حول “تحليل المعلومة العملياتية”، بإشراف خبراء من الشرطة الألمانية. وسيتلقى الضباط الأفارقة دروسا تطبيقية وتمارين في رصد المعلومة الأمنية وتحليلها بدقة، لتصل إلى القادة الأفارقة في شكل تقارير واضحة، وعلى ضوئها تتخذ القرارات السياسية في اجتماعات القمة. وتعقد الدورة التكوينية التي تدوم إلى 17 ديسمبر الجاري، تنفيذا لقرارات الاجتماع الثاني لمسؤولي أجهزة الاستعلامات والأمن، والذي نُظم بنجامينا في 10 و11 سبتمبر الماضي.