انتفاضة ضد التهميش في عاصمة النفط الجزائري سوناطراك تحاصر بحاسي مسعود تدخل قوات الدرك يخلف عشرات المصابين تجمع صباح أمس المئات من مواطني حاسي مسعود بولاية ورڤلة في اعتصام حاشد أمام مقر الدائرة، حاملين لافتات تندد بسياسة التهميش والإقصاء المفروضة على عاصمة النفط الجزائري منذ 2004، وهو تاريخ صدور قرار تجميد مشروع المدينة الجديدة وتصنيفها كمنطقة ذات أخطار كبرى من قبل السلطات العليا للبلاد. بدأ المحتجون، وبينهم نساء وأطفال وشيوخ قدموا من مختلف أحياء حاسي مسعود على غرار حي لخويلدات وحاسي البكرة و136 مسكن و1850 مسكن والشيخ بوعمامة، بغلق مقر الدائرة وشل عملها طيلة صباح أمس، احتجاجا على تراكم المشاكل والعديد من النقائص التي تنتظر حلولا استعجالية، من بينها السكن والبطالة والصحة، وقد طلب المحتجون الذين حاصروا مكتب رئيس الدائرة مقابلتهم من أجل نقل رسالتهم إلى السلطات العليا للبلاد، على غرار الوزير الأول عبد المالك سلال، من أجل رفع قرار التجميد وتجسيد المشاريع التنموية في المدينة الحالية والإفراج عن حصة 4 آلاف مسكن كان مقررا إنجازها في المدينة الحالية، ولكن مؤسسة سوناطراك لم توافق على إنجازها لحد الآن لأن الوعاء العقاري ملك لها، وهو ما اعتبره المحتجون عائقا في وجه التنمية، مؤكدين أنهم يعيشون في ظروف مزرية جراء القرارات غير العادلة التي همشت سكان المدينة وجعلتهم يعيشون في دوامة من المعاناة نغصت حياتهم. المحتجون وبعد لقاء جمعهم برئيس الدائرة الذي طالبوه للمرة الثانية بإيفاد لجنة تمثل وزارات السكن والشغل والأشغال العمومية، من أجل إيجاد حلول جذرية وللتوصل لحل نهائي لمعاناة سكان هذه المدينة البترولية، نظموا بعدها مسيرة سليمة مشيا على الأقدام، فتوجهوا من مقر الدائرة إلى قاعدة 24 فبراير التابعة للشركة الوطنية سوناطراك، وقاموا بغلق بابها الرئيسي وشل عملها منذ منتصف نهار أمس وإلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، للضغط على مسؤولي هذه الشركة الوطنية الذين وقفوا في العديد من المرات عائقا أمام أغلب المشاريع التنموية، خاصة السكنية منها التي كانت السلطات المحلية قد برمجتها في المدينة الحالية، وقد انتهت هذه الوقفة بتدخل قوات الدرك الوطني التي فضت بالقوة العمومية اعتصام المئات من المواطنين، باستعمال الغاز المسيل للدموع، ما ترتب عنه تسجيل إصابات عديدة في صفوف المحتجين الذين تم نقلهم إلى مستشفى حاسي مسعود. وقد شهدت المدينة غليانا شعبيا كبيرا لم تشهده المنطقة منذ سنوات، وهو ما جعل مختلف الأجهزة الأمنية تعلن حالة الطوارئ وتغلق مختلف شوارع مدينة حاسي مسعود، من خلال الانتشار الكثيف لعناصرها أمام الشركات البترولية وأغلب الطرق الرئيسية، خوفا من أي انزلاق ينجر عن هذه الاحتجاجات.