ذكر سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد، أن “مؤسسة الجيش لم تعد محايدة وصارت طرفا سياسيا تدافع عن النظام الحالي”. ووصف الرئيس بوتفليقة بأنه “صار أخطر رجل في البلاد”. ودعا جيلالي من أسماها “السلطة الفعلية” إلى الحوار مع المعارضة للذهاب إلى تغيير حقيقي يجنب البلاد المخاطر التي تتهددها. رفض سفيان جيلالي، في افتتاح دورة المجلس الوطني لحزبه، أمس، بالعاصمة، الاتهامات الواردة في مجلة “الجيش”، لسان حال المؤسسة العسكرية، حول وجود أطراف تعمل بالوكالة لضرب شرعية المؤسسات، وهي إشارات فُهمت على أنها موجهة للمعارضة التي تطعن في شرعية الرئيس. وتحدى جيلالي أن يتم الكشف عن الأسماء التي تعمل بالوكالة أو لصالح أطراف أجنبية وتعريتها أمام الشعب، مشيرا إلى أن “هذه التهم ينبغي توجيهها بالأحرى إلى من يذهب للتفاوض في الخارج ومن لديه إقامات في دولة المستعمر”. واعتبر رئيس جيل جديد ما ورد من رسائل في عدد مجلة “الجيش” الأخير، دليلا على أن “مؤسسة الجيش لم تعد محايدة وصارت طرفا سياسيا تدافع عن النظام الحالي”. لافتا إلى أن “الجيش إذا كان يعتبر مهمته هي الدفاع عن الأمن القومي، فعليه أن يحمل المسؤولية للسلطة الحالية التي وضعت استقرار البلاد في خطر”. وقدم جيلالي، أمام مناضلي حزبه، عرضا عاما حول الوضعية السياسية والاقتصادية للجزائر في نهاية 2014، معتبرا أن البلاد مصابة ب«الشلل” بعد 8 أشهر من الرئاسيات الأخيرة، مبرزا أن “الجزائر تعيش حالة شغور في منصب الرئيس، والحكومة تعرف تناقضات في سياساتها بين وزراء غير منسجمين”. وانتقد الصمت المطبق لرئاسة الجمهورية وغياب تواصلها مع الجزائريين، مشيرا إلى أن “همها الوحيد صار إثبات وجود الرئيس بأي كيفية، حتى أنهم لخصوا سلطة الرئيس في عمليات إنسان عادي يأكل ويشرب ويستقبل”. وأوضح جيلالي أن “الجزائر تسير في اتجاه لحظة تاريخية للتغيير، بعد أن صارت السلطة ضعيفة والرئيس غائبا وصاحب القرار مجهولا، بالإضافة إلى انخفاض أسعار البترول”. مطالبا “السلطة الفعلية في البلاد التي تمثل عنده جهة في الرئاسة والجيش بالمبادرة إلى فتح الحوار مع المعارضة”. بالمقابل، نوه سفيان بالنضج الذي أصبحت عليه المعارضة، بعد أن أصبحت تتحرك بخطاب جديد ووجوه شابة ومشروع موحد تجسد في ندوة مزافران، معتبرا أن وجود رؤساء حكومات عملوا مع النظام في وقت سابق ضمن المعارضة أمر إيجابيا، لأنه يسمح بتعزيز رصيد الخبرة لديها. ولمس سفيان تغيرا في نظرة المواطنين إلى المعارضة من السلبية إلى محاولة الاقتراب والفهم والوعي بالتحديات التي تنتظر البلاد. وقال إن “الجزائريين يريدون التغيير لكن بضمانات عدم المغامرة، وذلك ما يدل على حكمة الجزائريين”.