الباجي قايد السبسي، رابع رئيس للجمهورية التونسية، من مواليد نوفمبر عام 1926، من أسرة أرستقراطية، زاول تعليمه في تونس ثم درس الحقوق في باريس، وكان نشطا في الحزب الدستوري الذي أسسه الزعيم بورقيبة. عينه بورقيبة في عام 1963 مديرا عاما للأمن الوطني، ثم وزيرا للداخلية عام 1965، وشغل في عام 1969 لفترة قصيرة منصب وزير للدفاع، ثم عين في العام التالي سفيرا في باريس، في فترة لاحقة دب خلاف سياسي بينه وبين بورقيبة، انسحب على إثره السبسي من المشهد الحكومي والسياسي، قبل أن يعود وزيرا للخارجية عام 1981 في عهد رئيس الحكومة محمد مزالي، ثم سفيرا لتونس في ألمانيا. في عهد بن علي انتخب السبسي في مجلس النواب وعين رئيسا له بين 1990 إلى 1991، اختفى بعدها من المشهد السياسي، ليطرح اسمه من جديد بعد سقوط النظام السابق، لقيادة الحكومة خلفا لرئيس الحكومة الأسبق محمد الغنوشي، الذي رفضته القوى الثورية في اعتصام القصبة الأول والثاني. قاد تونس في أصعب مرحلة بعد الثورة، إلى تنظيم أول انتخابات تعددية لتشكيل المجلس التأسيسي في أكتوبر 2011، ليسلم رئاسة الحكومة بعدها إلى خلفه حمادي الجبالي عن حركة النهضة في حكومة الترويكا. بعد ذلك أسس السبسي حزب نداء تونس، جمع فيه بعض الكوادر اليسارية والحقوقية، وشخصيات من النظام السابق، ورجال أعمال، وهو ما دفع جزءا من الشعب التونسي والقوى السياسية إلى اتهامه بالعمل على إعادة النظام السابق، لكنه نجح مع ذلك في قيادة حزبه إلى الفوز بالانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر الماضي، وبالتالي الفوز برئاسة الحكومة، والبرلمان. للسبسي علاقة متميزة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعود إلى فترة السبعينات، حين كان بوتفليقة وزيرا للخارجية، وكان الأخير يشغل مناصب متعددة في الدولة التونسية، لكنه كان محل سخط من قبل الرئيس الراحل هواري بومدين، عندما استقبل قائد أركان الجيش الطاهر الزبيري عقب محاولة هذا الأخير الانقلاب على الرئيس بومدين في عام 1967، لكن بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية، تولى حينها استقبال توضيحات أرسلها بورقيبة إلى بومدين عبر السبسي. ولطبيعة العلاقة بين السبسي وبوتفليقة، دعاه هذا الأخير إلى زيارة الجزائر في ماي 2012، في وساطة لإحداث الصلح السياسي بينه وبين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. ووعد السبسي بأن تكون الجزائر أول دولة يزورها بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية. يعرف عن السبسي علاقاته الدولية مع شخصيات سياسية فاعلة في فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، ويؤاخذ بعض التونسيين على السبسي تقدمه في السن، 87 سنة، لكنها بالنسبة لآخرين مؤشر على نضج سياسي تحتاجه تونس في هذه المرحلة الدقيقة.