قضى العشرات من المحتجين، في سابقة تعد الأولى من نوعها، الليلة الممتدة من الثلاثاء إلى الأربعاء أمام بوابة المقرين الرئيسيين المذكورين، متحدين بذلك البرد القارس الذي ساد المنطقة ليلا، مع أن الخرجة التي شدت إليها الأنظار دعمت باقتناء العديد من المواطنين كميات معتبرة من الخبز، مقابل جلب آخرين للأطباق الساخنة لدعم الحركة الاحتجاجية. وكان مقر المجلس الشعبي البلدي قد شهد، مساء أمس الأول، حادثة خطيرة تمثلت في اقتحام محتجين مكتب رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي لحسن، حيث أقدم أحدهم على رش الألبسة التي كان يرتديها “المير” بكميات من البنزين تحسبا لإضرام النيران في جسده، قبل أن يتم إبطال المحاولة بسرعة من قبل منتخبين اثنين كانا داخل المكتب، الأمر الذي جنب الرئيس والبلدية كاملة كارثة حقيقية. وكانت الاحتجاجات قد تواصلت إلى غاية ظهيرة يوم أمس، دون أن يتم الوقوف على أي بوادر توحي بانفراج الأزمة، في الوقت الذي تم التوصل إلى إعادة فتح مقر بلدية سيدي لحسن في حدود منتصف نهار أمس، بعد مفاوضات مطولة مع المحتجين الذين قرّروا، في مقابل ذلك، الإبقاء على الاعتصام قائما أمام مقر الدائرة رغم المساعي التي بذلت هنا وهناك. وفي مستغانم، أقدم مجهولون، ليلة أول أمس، على إضرام النار في منزل وسيارة رئيس بلدية سيدي لخضر، التي كانت متوقفة أمام المنزل ثم لاذوا بعدها بالفرار. وفي رد فعله، قرر رئيس البلدية تقديم استقالته أمام هذه الوضعية التي باتت تهدد حياته، خاصة أن نائبه قد تعرض هو الآخر للتهديدات بالقتل عبر الهاتف في نفس ليلة حادث الحرق. وفي تفاصيل الحادث، ذكر لنا رئيس البلدية، السيد فلاح عبد القادر، قائلا: “في حدود الثانية صباحا، شعرنا برائحة الحريق تنبعث من السيارة التي كانت مركونة بالقرب من البيت الذي احترق جزء كبير منه، وفي محاولة لإطفاء الحريق شاهدت مجهولين اثنين ملثمين قاما بهذا العمل المشين وفرا بواسطة سيارة”. ومن حسن الحظ، حسب محدثنا، أن أفراد الأسرة والجيران تمكنوا من السيطرة على الحريق. وقد تقدم الضحية بشكوى لدى مصالح الأمن التي باشرت التحقيقات ومعاينة الموقع والتعامل مع مسرح الحادث وضبط الإفادات اللازمة عن الواقعة. ومازال التحقيق جارياً في القضية، إلا أن مصادر من محيط البلدية ترجح فرضية الانتقام من رئيس البلدية الذي شرع، هذا الأسبوع، في هدم عدة مساكن بنيت بطريقة فوضوية. للعلم، فإن رئيس البلدية المنتمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، تعرض، السنة الماضية، لاقتحام منزله وتخريب أثاثه بعد عملية توزيع السكن، حيث تدخلت آنذاك مصالح الأمن لتفريق الغاضبين.